خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

لِّكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً هُمْ نَاسِكُوهُ فَلاَ يُنَازِعُنَّكَ فِي ٱلأَمْرِ وَٱدْعُ إِلَىٰ رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَىٰ هُدًى مُّسْتَقِيمٍ
٦٧
-الحج

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ لِّكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً } متعبد أو شريعة أو عيدا.
وقرئ بكسر السين وقد مر تفسير مثله * { هُمْ نَاسِكُوه } عاملون به قيل هذا يفيد ان للنسك المصدر ولو كان مكانا لقال ناسكون فيه وليس بمتعين لجواز اضافة الشيء إلى ظرفه { فَلاَ يُنَازِعُنَّكَ } اي سائر ارباب الملل * { فِي الأَمْرِ } امر الدين أو النسائك أو الذبائح مطلقا وهذا النهي لهؤلاء لانهم جهال وأهل عناد وبين الجهال والمعاندين أو لان امر دينك أظهر من ان يقبل النزاع
وقيل: المراد نهي في المعنى للرسول صلى الله عليه وسلم عن الالتفات إلى قولهم وتمكينهم من المناظرة المؤدية إلى نزاعهم فانها انما تنفع طالب الحق وهؤلاء اهل مراء واما في اللفظ فهي لهم فهو من باب (لا ارينك هاهنا) اي لا تكن هاهنا فاراك والمراد لا تكن على وصف يكون سببا لمنازعتهم أو نهي عن منازعتهم كقولك: (لا يضاربنك زيد) وهذا انما يجوز في افعال المغالبة التي لا نكون الا بين متعدد اي لا تعتد بهم فتنازعهم وينازعوك وهو قول الزجاج.
وروي ان بديل بن ورقاء وبشر بن سفيان الخزاعيين وغيرهما قالوا للمسلمين ما لكم تأكلون ما قتلتم ولا تأكلون ما قتله الله؟ يعنون الميتة.
وقرئ (فلا ينزعنك) اي (اثبت) في دينك ثباتا لا يطمعون ان يجذبوك ليزيلوك عنه والمراد زيادة التثبيت له صلى الله عليه وسلم بما يهيج غضبه لله وهيهات ان يكون بحيث ينزع وان يحوم حول حماه ولكن المراد ارادة التهيج.
وقال الزجاج هو من نازعته فنزعته اي غلبته اي لا يغلبنك في المنازعة وعطف { كل امة جعلنا منسكا } فيما مر ولم يعطفه هنا لوقوعه هنا مع ما باعد عن معناه مع انه يحتمل كون الواو هنالك للاستئناف { وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ } إلى توحيده وعبادته { إِنَّكَ لَعَلَى هُدىً مُّسْتَقِيمٍ } دين سوي.