خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

ٱلَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ
٢
-المؤمنون

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ } الخشوع الخوف الثابت في القلب مع سكون الاعضاء والزام البصر موضع السجود.
قال بعض: الا في المسجد الحرام فلينظر إلى الكعبة وكان صلى الله عليه وسلم والمؤمنون يرفعون ابصارهم في الصلاة إلى السماء وكان بعض المؤمنين يلتفتون ولما نزلت الزموها مواضع سجودها وهابوا ان يمدوها لشيء أو يحدثوا انفسهم بشيء من الدنيا ودخل في ذلك جمع الهمة لها والاعراض عما سواها والتفكر فيما يقرأ وان لا يكف الثوب ولا يعبث ولا يتمطى ولا يقصد التثاؤب ولا يغطي فمه ولا يسدل ولا يفرقع اصابعه ولا يشبكها ولا يضعها على خاصرته.
وذكر الغزالي ان الصلاة تتم بحضور القلب والتفهم والتعظيم والهيبة والرجاء والحياء فحضور القلب فراغه عن غير ما هو ملابس له.
والتفهم اكتساب الفهم.
والتعظيم حالة تحضر للقلب على معرفة جلال الله تعالى وحقارة النفس.
والهيبة خوف منشأه التعظيم.
ورأى صلى الله عليه وسلم رجلا يعبث بلحيته في الصلاة فقال:
"لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه"
ورأى الحسن رجلا يعبث بالحصى وهو يقول: اللهم زوجني من الحور العين فقال: بئس الخاطب وانت تعبث.
وعن عائشة رضي الله عنها
" سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الالتفات في الصلاة فقال هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد" اي يختطفه وعن ابي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم "لا يزال الله مقبلا على العبد وهو في صلاته ما لم يلتفت فاذا التفت أَعرض عنه"
وعن انس عنه صلى الله عليه وسلم "ما بال أَقوام يرفعون أَبصارهم إلى السماء في صلاتهم وغلظ في ذلك حتى قال لينتهين عن ذلك ولتخطفن ابصارهم"
وعن ابي ذر "إذا قام احدكم إلى الصلاة فلا يمسح الحصى فان الرحمة تواجهه" رواه عنه صلى الله عليه وسلم والمراد أن لا يمسحه مسح ازالة إذا امكنه السجود بدون مسحه بان تأخذ الارض جبهته أو أكثرها ولو على الحصى واما مسحه ليتمكن من الصلاة فمندوب بل واجب إذا لم يجد الا الموضع وقد ثبت انه لا يستوي قائما من هوى لمسح مسجده الا وقد غفر له.
والخشوع في الصلاة واجب عندنا فبعض اجزاء تفسد الصلاة بتركه كما إذا التفت أو نظر إلى السماء عمدا على الصحيح وبعضها لا تفسد بتركه ومما لا يجوز ويخرج المصلي عن الخشوع ويدخله في الاشتغال بغير الصلاة ان يشتغل في أمر العلم وامر الآخرة وفعل الخيرات ويترك تدبر ما هو يقرأ أو يقول.
وعن ابن عباس؛ الخشوع الاخبات والذلة.
وقيل: الخوف.
وقيل: التواضع.
وقيل: سكون الجوارح.
وقيل: ان لا يعرف من في يمينه أو شماله.
وقيل: اعظام المقام واخلاص المقال واليقين التام وجمع الهمة واضاف الصلاة إليهم اشارة إلى انهم المنتفعون بها لا غيرهم ولا الله.