خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّىٰ حِينٍ
٥٤
-المؤمنون

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ فَذَرْهُمْ } اي اتركهم وعن بعضهم الهاء لكفار مكة * { فِي غَمْرَتِهِمْ } ضلالتهم وغفلتهم وعمايتهم وهي الشرك كما صرح به ابن عباس شبه ضلالتهم بالماء الذي يغطي القامة لانهم مغمورون فيها لاعبون بها أو ذلك يتمثل بان شبه حالهم مع ما هم عليه من مجادلة الباطل والانغماس بحال من يدخل في الماء الغامر للعب بجامع تضييع الشيء والتعرض للهلاك أو شبه ضلالتهم بغمرة الماء إذا وقع فيها الشخص فلا يدري كيف يتخلص منها بجامع الوقوع في ورطة الهلاك { حَتَّى حِينٍ } حين موتهم وذلك منسوخ بآية السيف.
وان اريد بالحين وقت الامر بالقتال فلا نسخ وذلك تسلية له صلى الله عليه وسلم ونهي عن الاستعجال بعذابهم وقرأ على (في غمراتهم).
قيل قوله: (ان هذه) إلى (فرحون) بتقوى ان (يا ايها الرسل) الخ خطاب لجميعهم بتقدير حضورهم وان جعل خطابا للنبي علق اتصال قوله: (ان هذه) واتصال قوله: (فتقطعوا) وانه من حيث كان ذكر الامم في هذه الآية مثالا لقريش خاطب الله سبحانه نبيه محمدا في شأنهم متصلا بقوله: (فذرهم) اي فذر هؤلاء الذين هم بمنزلة من تقدم.