خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَلَوِ ٱتَّبَعَ ٱلْحَقُّ أَهْوَآءَهُمْ لَفَسَدَتِ ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِمْ مُّعْرِضُونَ
٧١
-المؤمنون

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَلَوْ اتَّبَعَ الحَقُّ } المراد مطلق الحق.
وفسره بعضهم في المواضع الثلاثة بالقرآن { اهْوَآءَهُمْ } ما يهوونه من تعدد الآلهة قبل ومن ثبوت الولد له تعالى لكن فساد السماوات والأرض يترتب على تعدد الآلهة ترتيبا متبادرا { لَفَسَدَتِ السَّمَٰوَاتُ والأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ } من عاقل وغيره باستعمال من وغيره وفساد ذلك خروجه عن النظر المشاهد لوجود التمانع عادة عند تعدد الحاكم كما سبق في الانبياء عليهم السلام ولو كان ما يهوونه من تعدد أو غيره كالولادة لم يكن لله عز وجل الصفات العليا ولم تكن له القدرة والصنعة كما هما.
وقيل: لو اتبع الحقُّ اهواءهم وانقلب باطلا لذهب ما يقوم به العالم فلا يبقى للعالم قوام وفي ذلك دلالة على عظم شأن الحق حيث قام به العالم.
وقيل: لو اتبع الحق الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم اهواءهم وانقلب شركا لجاء الله بالقيامة وأهلك العالم لفرط غضبه.
وقال قتادة وابن جريج وابو صالح: الحق هو الله اي لو امر بالشرك والمعاصي لم يكن الها ولم يقدر ان يمسك السماوات والارض ان تزولا والحق ان هذا القول لا يختص بالبناء على أصل المعتبر له كما ترى انه قول هؤلاء الثلاثة لكن قال عياض هذا القول لا يناسب نمط الآية.
{ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ } أي بالكتاب الذي هو ذكرهم يوعظون به او بشرفهم وفخرهم لو عملوا به أو مطلقا من حيث انه على لغتهم وعلى نبي منهم أو بالذكر الذي يتمنونه لو ان عندنا ذكرا من الاولين لكنا عباد الله المخلصين.
والاولان روايتان عن ابن عباس رضي الله عنهما والاول ايضا قول الحسن وقرئ (بذكراهم) { فَهُمْ عَن ذِكْرِهِم مُّعْرِضُونَ }.