خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِٱلْعَذَابِ فَمَا ٱسْتَكَانُواْ لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ
٧٦
حَتَّىٰ إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَاباً ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ
٧٧
-المؤمنون

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَلَقَدْ أَخَذْنَّاهُمْ بِالْعَذَابِ } بقتل صناديدهم يوم بدر واسرهم * { فَمَا اسْتَكَانُوا } خضعوا وتواضعوا واستكان افتعل من السكون اشبعت فتحته أو هو استفعل من الكون فالالف على هذا بعد الكاف بدل من عين الكلمة والسين زائدة عكس الاول والمعنى على هذا الثاني وهو أولى لما في الاول من الاشباع انهم ما انتقلوا عن طغيانهم يقال استكان اي انتقل من حال لحال مثل استحال.
{ لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ } فكما لم يكفوا عن الطغيان بقتلهم واسرهم كذلك لا يكفون بكشف الجوع ولو كان اعظم من القتل والاسر وعبر في جانب الاستكانة بالماضي وفي جانب التضرع بالمضارع لان المراد لم توجد منهم عقب المحنة استكانة وانه ليس من عادتهم التضرع فيتضرعون للاستمرار ولذلك لم يقل فما استكانوا لربهم وما تضرعوا ولم يقل فما يستكينون لربهم وما يتضرعون.
والتضرع الرغبة إلى الله في الدعاء.
وقيل: العذاب الجوع فالمعنى ان رحمناهم بازالة الضر وهو الجوع لم يكفوا عن طغيانهم ولقد اخذناهم بهذا الجوع فما انابوا الينا ولم يزيدوا على ان استرحموك بعد ما وصل بهم الجوع الغاية { حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَاباً ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ } وهو باب الجوع الذي هو اشد من القتل والاسر لانه عمهم وطال وكان في انفسهم فاما القتل فاصيب به المقتول والحي يتوجع بموته ثم ينساه وليس التوجع به عاما لهم والاسير حي يطعم ويشرب ويرجى فكه وليس ضره عاما (وحتى) للابتداء وليست (حتى الابتدائية) خارجة عن معنى الغاية البتة وغايتها متعلقة بقوله ما يتضرعون * { إِذا } للمفاجأة رابطة للجواب { هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ } آيسون من كل خير حتى جاءك اغناهم يستعطفك.
وقيل: الابلاس السكوت مع التحير.
وقال ابن عباس: هذا الباب الذي هو ذو عذاب شديد القتل ببدر وعليه الشيخ العلامة هودرحمه الله وارضاه قال: نزلت بمكة قبل الهجرة فقتلهم يوم بدر فيكون الكلام مبدأه وما يتضرعون ومنتهاه مبلسون.
فافهم وفيه متعلق بـ (مبلسون) ومبلسون خبر أو حال من ضمير (مبلسون) المستتر أو هما خبر ان.
وقيل: هذا الباب هو باب الموت.
وقيل: باب الساعة وقرئ (فتحنا) بالتشديد للمبالغة.