خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَلَوْلاۤ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَّا يَكُونُ لَنَآ أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَـٰذَا سُبْحَانَكَ هَـٰذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ
١٦
يَعِظُكُمُ ٱللَّهُ أَن تَعُودُواْ لِمِثْلِهِ أَبَداً إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ
١٧
-النور

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَلَوْلاَ } فيه ما في لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون * { إِذْ سَمِعْتَمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَآ أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا } لو اسقط الكون لصح ولكن ذكر اشارة إلى معنى قولك ما ينبغي وما اتضح لنا { سُبْحَانَكَ } اما تعجب من عظم الامر الاصل ان يسبحوا الله في كل رواية العجيب من صنائعه ثم كثر حتى استعمل في كل متعجب منه واما تنزيه لله ان تكون زوجة نبيه زانية والانبياء مبعوثون إلى الكفار ليدعوهم فلا يكون معهم منفر كزناء الازواج ولم يكن الكفر عندهم منفرا مانعا لهم عن الاسلام فامراتا نوح ولوط كافرتان.
{ هَذَا } اي الذي قيل في عائشة رضي الله عنها قيل أو القذف مطلقا *{ بُهْتَانٌ عَظِيمٌ } كذب عظيم يبهت به المقول فيه ويبقى حيران وحقيقة البهتان ان يقال في احد ما ليس فيه مما يضره والغيبة ان يقال ما فيه ويكرهه.
روي ان ابا ايوب قالت له امرأته ابلغك ما يقول الناس في عائشة؟ فقال: سبحانك هذا بهتان عظيم فنزلت الآية على وفق قوله { يَعِظُكُمْ اللَّهُ } اي ينهاكم والمراد انشاء الوعظ لا استقباله * { أَن تَعُودُواْ } اي عن ان تعودوا.
وقيل: يعظكم ويذكركم كراهة ان تعودوا أو في ان تعودوا.
ويقال: وعظت فلانا في كذا فتركه.
وعن ابن عباس يحرم الله عليكم وعليه فان تعودوا مفعول يعظ * { لِمِثْلِهِ أَبَداً } اي إلى مثله والابد ما استقبل من الدنيا اي يعظكم ايها الناس عن ذلك ابدا فليس يحل لاحد ما دامت الدنيا والخطاب لمن في ذلك الزمان والابد مدة حياتهم مكلفين ويقاس عليهم غيرهم وهو أولى * { إِنْ كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } فان الايمان التام يصد عن كل قبيح هيجهم على ترك العود يجعله العود مخرجا عن الايمان التام وبالآية ونحوها منع اصحابنا رحمهم الله وجازاهم عن الصراط المستقيم خيرا ان يطلق على صاحب الكبرة اسم مؤمن.