خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرّاً وَأَحْسَنُ مَقِيلاً
٢٤
-الفرقان

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ أَصْحَابُ الجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرّاً } المكان الذي يكونون فيه في اكثر اوقاتهم جالسين يتحدثون * { وَأَحْسَنُ مَقِيلاً } المكان الذي يأوون إليه للاسترواح إلى ازواجهم والتمتع بمغازلتهن وملامستهن كما ان المترفين في الدنيا يعيشون على ذلك شبه مكان السعيد بموضع يأوي إليه الرجل في الدنيا يستريح فيه أو ينام في القائلة وذلك ان السعيد قد ذهب عنه هول المحشر وتعب الدنيا ولا نوم في الجنة ولا تعب وما دخل باب الجنة الا وقد ذهب عنه كل ضرر واشتهاء النوم وايضا مكان القيلولة لا يخلو في الدنيا من التمتع بالازواج غالبا وفي لفظ حسن رمز إلى ما يتزين به مقيلهم من حسن الوجوه وملاحة الصور وغير ذلك { وَمُّسْتَقَرّاً } اسم مكان من السداسي على اسم المفعول منه ومقيلا اسم مكان من الثلاثي على وزن (مفيل) (مفعيل) بفتح الميم واسكان الفاء وكسر العين والاصل مقيل بسكون القاف وكسر الياء نقل كسرها للقاف ويجوز ان يراد بواحد من مستقر أو مقيلا الزمان أو المصدر وبالآخر المكان لكن قياس المصدر الميمي من قال يقول ان يقال مقالا بوزن مفعل بفتح العين فتنقل حركة الياء للقاف وهي الفتحة وفي هذا اشارة إلى زمانهم ومكانهم انها اطيب مكان وزمان إذا جعل احدهما زمانا والآخر مكانا ولا مانع من جعل الكل (زمانا) أو مصدرا فانه لا يتم طيب الاستقرار والقيلولة او زمانهما أو مكانهما الا وقد طاب غيرهما فاذا طاب الاستقرار والقيلولة مثلا فقد طاب زمانهما بان كان معتدلا ومكانهما بان كان ممهدا لينا مثلا وهكذا (وخير) اسم تفضيل اصله (أَخْيَر) حذفت الهمزة ونقلت فتحة الياء للخاء وذلك تخفيف فنون لزوال وزن الفعل (واحسن) اسم تفضيل فاما خارجان عن معنى التفضيل ولو ميز لان ممن اجاز خروج اسم التفضيل من اجازه ولو ميز اي مستقرهما ومقيلهما حسنان بخلاف مستقر الناريين ومقيلهما فانهما قبيحان.
وأما باقيان على معنى التفضيل اي مستقرهم ومقيلهم اطيب من كل ما يتخيل من مستقر ومقيل أو اطيب من مستقر الكفار ومقيلهم في الدنيا.
واعلم ان العرب تفضل البلد بحسن المقيل لانه يبدو فساد هواء البلد بوقت القايلة فاذا كانت قايلة بلد حسنة جاز البلد الفضل استقر السعيد في الجنة لا يخرج والشقي في النار لا يخرج يجاء برجلين غني وفقير فيحاسب الغني فاذا هو لم يعمل خيرا قط فيؤمر به إلى النار ويحاسب الفقير فيقول ما اعطيتني ما لا احاسب عليه فيقول الله جل وعلا صدق عبدي فيؤمر به إلى الجنة ثم يتركان ما شاء الله فيدعى صاحب النار فاذا هو مثل الفحمة فيقال له كيف وجدت مقيلك؟ فيقول: شر مقيل يا رب فيقال له عد. ويدعى صاحب الجنة فاذا هو مثل القمر ليلة البدر فيقال كيف وجدت مقيلك؟ فيقول: خير مقيل يا رب فيقال له عد.
وعن ابن عباس من لم يقل في الجنة يومئذ فليس من اهلها وعنه اني لاعلم اي ساعة يدخل أهل الجنة.
يدخلونها نصف النهار حين يشتهون الغذاء.
وعن ابن مسعود لا ينتصف النهار الا واهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار.
وروي انه يفرغ من الحساب في نصف ذلك اليوم.
وابن عباس يقول في اوائله وقت ارتفاع النهار وكذا قال النخعي وابن جريج.
وروي ان يوم القيامة يقصر على المؤمن كما بين العصر والمغرب.
وروي انه يكون اخف عليه من صلاة مكتوبة في الدنيا.