خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قَالَ رَبِّ إِنِّيۤ أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ
١٢
وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلاَ يَنطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَىٰ هَارُونَ
١٣
-الشعراء

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ قَالَ } أي موسى.
{ رَبِّ } أي يا رب.
{ إِنِّي } وسكن الياء عند غير نافع وابن كثير وأبي عمر.
{ أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلا يَنطَلِقُ لِسَانِي } برفع يضيق وينطلق والعطف على أخاف فتلك ثلاثة تعللات خوف التكذيب وضيق الصدر وامتناع انطلاق اللسان وليس ذلك تعلل توقف عن قبول أمر الله تعالى بل طلب لما يكون معونة على امتثاله وتمهيد العذر فيه، كما استعان بأخيه اذ طلب أن يعضده الله به بقوله.
{ فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ } أن يأتيهم معي وكفى بطلب العون دليلا على التقبل لا على التعلل من القبول رتب الارسال إلى هارون على ثلاثة خوف التكذيب وضيق القلب الملازم عن التكذيب وعدم انطلاق لسانه مطلقا ولا سيما عند ضيق صدره لأن الله سبحانه وتعالى اذا أرسل هارون وجعله نبيا معه تقوى وضعف عنه ذلك وكان هارون بسيط المقال فصيح اللسان فيكون معينا له ونائبا منابه متى اعترته حبسته فلا تجعل دعوته ولا تنتثر حجته وذلك قبل دعاءه بحل عقدة لسانه والاستجابة له فوصف نفسه بأني خائف التكذيب ضيّق الصدر عبر منطلق اللسان أو بعد الدعاء والاستجابة لكن بقى فيه يسير من عدم الانطلاق أو لم يبق شيء لكنه لم يبلغ في الفصاحة مبلغ هارون ويدل له أفصح مني لسانا فإن قلنا بزوالها فإنه بالضيق يرفع مثلها أو أقل أو أكثر ان قلنا بزوال بعضها فإن هذا البعض يزيد ويشتد بالضيق وان قلنا بثبوتها ازداد لذلك فكأنه قيل ويضيق صدري للتكذيب ولا ينطلق لساني أصلا للضيق لأنه بالضيق تنبض الروح الى باطن القلب فتزداد حبسة اللسان أو توجد وقرأه يعقوب بنصب يضيق وينطلق والعطف على يكذبوني فيتعلق الخوف بثلاثة أشياء بالتكذيب والضيق وانحباس اللسان، ولا يقال كيف يخاف انحباسه خوفا مع انحباسه متيقن لأنه طبيعته لأنا نقول لا يدري ما يكون بعد فيحتمل بقاء الانحباس ويحتمل زواله وأيضا قد يجوز ان يكون حبسته زالت حينئذ بأن يكون ذلك بعد الدعاء والاستجابة له في حلها فخاف الانحباس للضيق اللازم على التكذيب وأيضا يجوز أن يكون خاف الزيادة في الحبسة لذلك وقيل بقيت له بقية يسيرة بعد حلها فيكون خاف الزيادة وعن بعضهم أن أصل الكلام أرسل جبريل إلى هراون واجعله نبيا مرسلا وآزرني به وأشد به عضدي فاختصر محذف ذلك.