خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ ٱلظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ
١٨٩
إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ
١٩٠
وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ
١٩١
-الشعراء

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ } وهو عذاب شبيه باسقاط الكسف إن أرادوا بالسماء السحاب وإن أرادوا السماء العالية فقد أخذوا بعذاب غير شبيه باسقاط كسف منها كذا قيل وأقول بل هو أيضا شبيه على انه يحتمل أن يريدوا قطعة من فوق سواء كانت من السماء وبعضا منه أو كانت من السحاب، والظلة سحابة أظلتهم روي أن الله جل جلاله حبس عنهم الريح سبعة أيام وسلط عليهم في السبعة الحر حتى غلت أنهارهم فصاروا لا ينتفعون بماءها فاذا دخلوا سربا للاستظلال وجدوه أحر وأخذ الحر بأنفاسهم ورأى بعضهم سحابة فجاء إلى ظلها فوجد لها براد فدعا اليها وتداعوا حتى كملوا تحتها فأمطرت عليهم نارا فاحترقوا جميعا.
{ إِنّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤمِنِينَ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ العَزِيزُ الرَّحِيمُ } تلك سبع قصص فتحت وختمت بما فتحت به الأخرى تقريرا للمعاني في الأنفس إذ لا أثبت للشيء من تكريره ولا سيما انها قصص طرقت بها آذان وقرعن الانصات للحق وقلوب غلف عن تدبره تراكم عليها الصدا وفي ذلك مبالغة في تسلية رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي تهديد قومه بأن يصيبهم مثل ما أصاب تلك الأقوام إن لم يرتدعوا عن الكفر والاستهزاء وتعجيل العذاب فإن ما أصاب تلك الأقوام انما هو من قدرة بسبب أفعالهم من اتصالات فلكية ولا تكذيبهم غير مستوجب لما أصابهم.