خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ ٱلأَقْرَبِينَ
٢١٤
-الشعراء

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ } قال الشيخ عامررحمه الله هم ما دون خمسة آباء وانه صنع طعاما فدعا من بطون قريش أربعة آباء روي انه لما نزلت صعد الصفا فنادى الأقرب فالأقرب فخذا أفخذا لا شخصا شخصا قال: يا بني عبدالمطلب يا بني هاشم يا بني عبدمناف يا عباس عم النبي يا صفية عمة النبي اني لا املك لكم من الله شيئا سلوني من مالي ما شئتم وروى انه جمع بني عبدالمطلب وهم يومئذ أربعون رجلا الرجل منهم يأكل الجذع ويشرب العس على رجل شاة وقعب من لبن فأكلوا وشربوا حتى صدروا ثم أنذرهم فقال يا بني عبدالمطلب لو أخبرتكم أن بسفح هذا الجبل خيلا أكنتم مصدقي؟ قالوا: نعم، قال: فاني نذير لكم بين يدي عذاب شديد، وروي انه قال: يا بني عبدالمطلب يا بني هاشم يا بني عبدمناف أفدوا أنفسكم من النار فاني لا اغني عنكم شيئا. ثم قال: يا عائشة بنت أبي بكر ويا حفصة بنت عمر ويا فاطمة بنت محمد ويا صفية عمة محمد اشترين أنفسكن من النار فاني لا أغني عنكن شيئا وهو صلى الله عليه وسلم إما مأمور في الآية بتقديم الأقرب فالأقرب فالأجنب كما روي انه لما فتح مكة قال كل ربا في الجاهلية موضوع تحت قدمي هاتين وأول ما أضعه ربا العباس. والإنسان اذا بدأ بنفسه أولا وبالأقرب فالأقرب لم يكن لأحد عليه طعن وكان لكلامه تأثير، وإما مأمور فيها أن لا يأخذه القريب للقريب من الرأفة وأن لا يجانبهم في الانذار والتخويف بل الاهتمام بشأن الأقارب أهم. قال بعض العلماء: خص بإنذاره عشيرته لأنهم مظنة الطواعية ولأنه يمكنه من الاغلاظ عليهم مالا يحتمله غيرهم ولأن الانسان غير متهم على عشيرته، وفي رواية عن ابن عباس رضي الله عنهما "لما نزلت الآية خرج صلى الله عليه وسلم حتى صعد الصفا وقال يا صباحاه" كلمة تقال عند مفاجأة عدو أو مكروه "فقالوا: من هذا؟ فاجتمعوا اليه، فقال: أرأيتم إن أَخبرتكم أن خيلا تخرج من سفح هذا الجبل أكنتم مصدقي؟ قالوا: نعم ما جربنا عليك كذبا قال: فاني لكم نذير بين يدي عذاب شديد" . وقال الكلبي: "قام على الصفا وقريش في المسجد ثم نادى يا صباحاه ففزع الناس فخرجوا فقالوا: مالك يا ابن عبدالمطلب؟ فقال: يا آل غالب يعني قريشا فقالوا: هذه غالب عندك ثم نادى يا آل لؤى ثم نادى يا آل كعب ثم نادى يا آل كلاب ثم نادى قصي فقالت قريش: أنذر الرجل عشيرته انظروا ما يريد؟ فقال أبو لهب: هذه عشيرتك قد حضروا فما تريد؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أرأيتم لو أنذرتكم جيشا يصيبكم أتصدقوني؟ قالوا: نعم. قال: فاني انذرتكم النار فاني لا أملك لكم من الدنيا منفعة ولا من الآخرة نصيبا إلا أن تقولوا لا إِله إلا الله فقال أبو لهب لعنه الله: تبت يداك ألهذا جمعتنا. فأنزل الله سبحانه { تبت يدا أبي لهب.. } الخ.
فتفرقت قريش عنه فقالوا: مجنون يهذي من أم رأسه فنزل { فإن عصوك فقل إني بريء مما تعملون }"
.
وعن الحسن لما نزلت الآية
"دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عشيرته بطنا بطنا ثم انتهى إلى بني عبدالمطلب: يا بني عبدالمطلب إِني رسول الله إِليكم لي عملي ولكم عملكم إِني لا أَملك لكم من الله شيئا إِنما أوليائي المتقون، ألا لا أَعرفنكم تأتونني تحملون الدنيا على رقابكم ويأتي الناس يحملون الآخرة" . وعنه صلى الله عليه وسلم: "يا علي إِن الله أَمرني أن أنذر عشيرتك الأقربين فضقت بذلك ذرعا كيف أبادي أُمتي فصمت حتى جاءني جبرائيل فقال: يا محمد إن لا تفعل يعذبك فاصنع لنا طعاما واجعل لنا عليه رجل شاه واملأ لنا عسا من لبن ثم اجمع بني عبدالمطلب حتى أبلغهم ما أمرت به ففعل ذلك علي ودعاهم وهم أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصون رجلا فيهم أعمامه أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب ولما اجتمعوا دعا بالطعام فجاء به وتناول من لحمه شيئا وشقه بأسنانه فألقاه في نواحي صحفة ثم قال: خذوا باسم الله وشبعوا كلهم وكان الواحد يأكل ذلك وحده ثم قال: أسقهم فسقاهم العس ورووا وكان قدر ما يشرب الواحد، ولما أراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يكلمهم قال أبو لهب لعنه الله: سحركم محمد، فتفرقوا وقال لعلي أعد غداء مثل هذا الطعام وفعل فأكلوا وشربوا بعد أن دعاهم فقال صلى الله عليه وسلم: يا بني عبدالمطلب إِني قد جئتكم بخيري الدنيا والآخرة وقد أمرني الله أن أدعوكم إِليه فأيكم يؤازرني على أمري هذا ويكون أَخي ووصي وخليفتي فيكم فأحجموا جميعا إلا عليا وكان أحدثهم سنا فقال أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه فأخذ برقبتي ثم قال: هذا أخي ووصي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا فقاموا يضحكون ويقولون لأبي طالب قد أمرك أن تسمع لعلي وتطيع" وفي رواية عن ابن عباس رضي الله عنهما "لما نزلت نادى على الصفا يا بني فهر يا بني عدي لبطون من قريش حتى اجتمعوا فجعل الذي لم يستطع ان يخرج أرسل رسولا لينظر ما هو فجاءوا، فقال: أرأيتكم إن أخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم أتصدقوني؟ قالوا: ما جربنا عليك كذبا. قال: فإني لكم نذير بين يدي عذاب شديد.. فقال أبو لهب: تبا لك ساير اليوم.. ألهذا جمعتنا.. فنزلت { تبت يدا أبي لهب.. }" الخ، وعن زهير انه لما علا جبلا قال "يا بني عبدمناف إِني نذير لكم إِنما مثلي ومثلكم كمثل رجل رأى العدو فانطلق إلى أهله فخشى إذ يسبقوه فجعل يهتف يا صباحاه" .