خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ
٤
-الشعراء

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ إِن نَّشَأ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمِ مِّنَ السَّمَآءِ آيَةً } نقهرهم إلى الإيمان من معجزة أو بلية وذلك كبهر العقول بوضوح المعجزة بحيث يذعنون أو لخوف هلاك كنتق الجبل على بني اسرائيل.
{ فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا } متعلق بقوله { خَاضِعِينَ } والعطف على ننزل فظلت مستقبل المعنى فكأنه قيل فتظل ولذا حسن عطف الماضي على المضارع بل الجزاء مستقبل المعنى ولو كان ماضيا فعلا ولو قيل إن نشأ نزلنا عليهم من السماء آية فظلت تصح، وقد قرىء
{ لو نشأ لأنزلنا } وقد قرأ بعضهم أيضا { فتظلل } بفتح اللام الأولى وإسكان الثانية وإن قلت كيف أخبر بخاضعين عن الأعناق وهي غير عالمة والصفة انما تجمع جمع المذكر السالم إن كانت للعالم المذكر؟ قلت هذا من إضافة الملغي إلى المعتبر وهو ضميرهم فإن الاصل فظلوا لها خاضعين، فاعتبر الأصل وهو ضميرهم وجيىء بالصفة وهو الأغناق التي هي لهم مجمعة جمع المذكر السالم وجيىء بالأعناق بين الفعل وضميرهم بيانا لموضع الخضوع وهو الانقياد وموضعه هو الأعناق فإن علامة الانقياد والذلة انتكاس الرقبة ويجوز أن يقال الأصل خاضعة أو خاضعات لكن لما وصفت الأعناق بالخضوع الذي هو من صفات العقلاء جمع صفتها جمع العقلاء وقد قرىء فظلت أعناقهم لها خاضعة واذا علمت التأويل بما من ظهر لك أنه لا دليل فى الآية للكوفيين على جواز جمع صفة غير العالم وغير المذكر جمع مذكر سالما وقيل أعناق الناس مقدموهم ورؤساهم شبهوا بالأعناق وسموا بها كما سموا رؤساء صدروا ونواصي قال الشاعر:

في محفل من نواصي الناس مشهود

وقيل: الاغناق الجماعات من الناس يقال جاء عنق من الناس أي جماعة. وعن ابن عباس نزلت هذه الآية فينا وفي بني أمية قال ستكون عليهم لنا الدولة فتذل لنا أعناقهم بعد صعوبة ويلحقهم هوان بعد عزة.