خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ
٦٢
-الشعراء

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ قَالَ } موسى ثقة لوعد الله إياه النصر.
{ كَلا } لا يدركونا.
{ إِنَّ مَعِي رَبِّي } بالحفظ والنصر والدلالة على طريق النجاة والجملة تعليل وفتح حفص ياء معي ربي.
{ سَيَهْدِينِ } يرشدني الى طريق النجاة والجملة مستأنفة وقيل حال ورد بان الجملة المصدر بما يدل على الاستقبال كالسين وسوف وان لا تقع حالا لأن الغرض من الحال بتخصيص وقوع مضمون عاملها بوقت حصول مضمون الحال وذلك ينافي الاستقبال واعترض بأن الحال بالمعنى الذي نحن بصدده يجامع كلا من الأزمنة الثلاثة على السواء ولا يناسب الحال بمعنى الزمان الحاضر القابل للاستقبال إلا في إطلاق لفظ الحال على كل منهما اعتراكا لفظيا وذلك لا يقتضي امتناع تصدير الحال بعلم الاستقبال واجيب بأن الأفعال اذا وقعت قيودا لما له اختصاص بأحد الأزمنة فهم منها استقباليتها وما ضويتها بالنظر الى ذلك المقيد لا بالنظر الى زمان التكلم كما في معانيها الحقيقة وحنيئذ يظهر صحة كلامهم في اشتراط التجريد من علامة الاستقبال اذ لو صدرت بها لفهم كونها مستقبلة بالنظر إلى عاملها وغلط من أعرب كالحوفي { سيهديني } من قوله تعالى { إني ذاهب إلى ربي سيهديني } حالا وبيان غلطه من جهة الصناعة ظاهر وإما من جهة المعنى فلأنه صير معنى الآية سأذهب بهديا فصرف التنفيس إلى الذهاب وهو في الآية للهداية وأجيب بأن مهديا وقع قيد الذهاب فيه تنفيس فيلزم أن يكون أيضا فيه تنفيس كالمقيد ذكر بعض ذلك الدماميني وبعضه ابن هشام وبعضه خالد وأقول الظاهر جواز اقترانها بعلم الاستقبال فيكون حالا مقدرة وقال ابن هشام وإنما جاز وقوع الشرط حالا نحو لا ضربته إن ذهب وإن مكث لأن المعنى لاضربته على كل حال قال المطرزي لا تقع جملة الشرط حالا لأنها مستببلة فلا يقول جاء زيدان يسأل بعظ على الحالية بل هو أن يسأل وصرح سيبويه أن (لا) مختصة بنفي المستقبل وينافي قوله أن المضارع المنفى بلا يقع حالا وأجاز بعضهم الحالية في قوله كمثل الكلب أن تحمل عليه.. الخ، لإنسلاخ معنى الشرط لأن المعنى كمثل الكلب على كل حال ولو وجد الجواب فليس كما قيل أن وجود الجواب يردة ويجوز أن تكون الجملة خبرا ثانيا لأن.