خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أَمَّن يُجِيبُ ٱلْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ ٱلسُّوۤءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَآءَ ٱلأَرْضِ أَإِلَـٰهٌ مَّعَ ٱللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ
٦٢
-النمل

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ أَمَّن يُجِيبُ المُظْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ } المضطر الذي أحوجه شدة ما به الى اللجوء إلى الله تعالى من الاضطرار وهو افتعال من الضرورة أو الضر والمضطر اسم مفعول فراؤه المدغمة في نية الفتح ويكون اسم فاعل فتكون في نية الكسر والمراد المظلوم والمكروب والمريض وال فيه للحقيقة لا للاستغراق فلا يلزم منه اجابة كل مضطر وحقيقة معناه الذي مسه الضر وأصل طاءه تاء. وعنه صلى الله عليه وسلم: " وأنتم موقنون بالاجابة واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل " ، قال ابن عطاء: الله ما طلب لك شيء مثل الاضطرار ولا أسرع لك بالمواهبة لك مثل الذلة والافتقار وعن حبيب بن سلمة وكان مجاب الدعاء سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا يجتمع ملأ فيدعو بعض ويؤمن بعض إلا أجابهم الله " . وعن ابن عباس: المجهود وعن السدي: الذي لا حول له ولا قوة، وقيل المضطر هنا المذنب يلتجيء الى الله سبحانه.
{ وَيَكْشِفُ } يزيل.
{ السُّوءَ } عنه وعن غيره.
{ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ } ورثتموها ممن قبلكم وتصرفتم فيها، وقيل: المراد الملك والتسلط وقيل يجعل أولادكم خلفاءكم وقيل خلفاء الجن في الأرض، قال بعض: الاضافة بمعنى في.
{ أَءِلَهٌ مَّعَ اللهِ } الذي أعطاكم هذه النعمة العامة والخاصة الموجبة لكثرة التذكر.
{ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ } تتعظون وقيل (قليلا ما يذكرون نعمه) وقليلا نعت المصدر محذوف أي تذكرون تذكيرا قليلا وأخر العامل وحذف المنعوت و (ما) وصلة لتأكيد القلة أو قليلا ظرف على حذف المنعوت أي زمانا قليلا متعلق بمحذوف خبرا و (ما) مصدرية والمصدر مبتدأ والمراد بالقلة النفي والحقارة المزيحة للفائدة وأصل (تذكرون) تتذكرون أبدلت التاء الثانية ذالا وسكنت الذال وأدغمت، وقرأ أبو عمرو وهشام وروح (يذكر) بالتحتية وحمزة والكسائي وحفص بالفوقية وحفص بالفوقية وتخفيف الذال ساكنة.