خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَجَآءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى ٱسْتِحْيَآءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَآءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ ٱلْقَصَصَ قَالَ لاَ تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ
٢٥
-القصص

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ فَجَآءَتْهُ إِحْدَاهُمَا } وهي التي تزوجها هي الكبرى واسمها صفوراء وقيل اسمها صفراء وقيل هي الصغرى واسمها ليا ويقال لها خنونا وقيل صفيراء.
{ تَمْشِي } وقوله.
{ عَلَى اسْتِحْيَاءٍ } حال والاستعلاء مجازي روي انها جاءت واضعة كم درعها على وجهها حياء منه حياء شديدا وعن ابي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" الحياء من الايمان والايمان في الجنة والبذاء من الجفا والجفا في النار " ، وعن بعضهم استحيت منه لأنها دعته لتكافيه وقيل لأنها رسول أبيها.
{ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا } ما مصدرية أي أجر سقيك لنا فذهب معها ولكن في قلبه كراهة أخذ الأجرة فيما عمل لله قبل ولكن كان جائعا فلم يجد بدا من الذهاب وعن بعضهم كأنها قصدت للمكافأة ان كان ممن يريدها ووجه ذهابه إما النجاة من الموت بالقوت واما أن يختبر مراد الأب ولو قالت الابنة بالأجرة روي انها مشت بين يديه فجعلت الريح تضرب ثوبها فتصف عجزها وفخذها وتكشف ساقيها فقال لها امشي خلفي ودليني على الطريق ففعلت ذلك وقال اذا اخطأت فاضربي لي حجرا أمامي وروي انه قال لها امشي خلفي ودليني على الطريق فاني من بني يعقوب لا انظر الى اعجاز النساء فنعتت له الطرق الى ان وصل الى منزل ابيها ومشت خلفه حتى دخلت على شعيب فاذا بالعشاء مهيئا فقال: اجلس يا فتى فتعش فقال موسى: اعوذ بالله قال شعيب ولم ذلك ألست بجائع؟ قال: بلى، ولكن أخاف ان يكون هذا عوضا لما سقيت لهما وأنا من أهل بيت لا نطلب على عمل من أعمال الآخرة فقال له شعيب: لا والله يا فتى ولكنها عادتي وعادة آبائي نقري الضيف ونطعم الطعام فجلس وأكل ورأى أنه لما قدم اليه الطعام امتنع وقال انا من أهل بيت لا نبيع ديننا بملء الأرض ذهبا ولا نأخذ على المعروف ثمنا وانما عمل بقول امرأة لجواز العمل بخبر الواحد ذكر او انثى ولا سيما في غير أمر الدين وانما ماشاها منفردين لأنه قد علم من نفسه عدم الخيانة مع انه قد احتاط بأن تمشي خلفه وانما أكل مع انه سقى لهما لوجه الله تعالى لقول شعيب كل على عادتنا من قراء الضيف فسقى موسى لله وطعمه شعيب لله أو اكل موسى لضرورة ثم انه اما ان يكون شعيب دعاه أولا على نية أخذ الأجرة كما قالت ابنته ولما امتنع منها أطعمه على طريق النفل والضيافة، أو دعاه اولا على طريق النفل والضيافة ولكن توهمت بنته انها دعته بالأجرة أو مرادها ليجزيك أجر ما سقيت لنا ان كنت ممن يأخذ الأجرة. وفي عرائس القرآن قال الاستاذ ابو سعيد عبدالملك بن ابي عثمان الواعظ ان تلك البئر غير التي يستقي منها الرعاة قال: وقد حضرتها ورأيتها قال ابن عباس قال موسى: اني لما انزلت الآية ولو شاء انسان ان ينظر الى امعائه من شدة الجوع لنظر ما شاء الله اهـ. وقد قص موسى عليه السلام الخبر لشعيب بعد التقائه كما قال الله سبحانه.
{ فَلَمَّا جَآءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ القَصَصَ } مصدر بمعنى المقصوص فهو مفعول به لا مفعول مطلق اي ذكر له ما من شأنه ان يذكر وهو قتل القبطي وقصدهم قتله وخوفه من فرعون.
{ قَالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ القَوْمِ الظَّالِمِينَ } فرعون وقومه اذ لا سلطان لهم على مدين.