خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يِقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ فَإِذَآ أُوذِيَ فِي ٱللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ ٱلنَّاسِ كَعَذَابِ ٱللَّهِ وَلَئِنْ جَآءَ نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَ لَيْسَ ٱللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ ٱلْعَالَمِينَ
١٠
-العنكبوت

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا باللهِ } وهو في قلبه مشرك او ضعيف الايمان وقيل نزلت الى قوله { المنافقين } في المتخلفين عن الهجرة المذكورين اول السورة وهو قول عن ابن عباس.
{ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللهِ } اصابه بلاء من الناس لاجل دين الله بأن عذبتهم الكفرة عليه.
{ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ } أي ما يصيبهم من أذاهم في الصرف عن دين الله.
{ كَعَذَابِ اللهِ } في الصرف عن الكفر أي صرفهم أذى الناس عن الايمان كما صرف المؤمنين عذاب الله عن الكفر او كما يجب ان يكون عذاب الله صارفا اي كان الواجب ان يصرفهم عذاب الله عن الكفر فجعلوا بدلا من ذلك ان صرفهم اذى الناس الى الكفر عن الايمان ولو كان اسلامهم على خلوص لركبوا كل هول في الثبوت عليه ولهاجروا الى دار نبيهم صلى الله عليه وسلم.
{ وَلَئِن جَآءَ نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ } لكم على المشركين.
{ لَيَقُولُنَّ } بضم اللام نظرا للمعنى وهو الجماعة وقرىء بفتحها نظرا للفظ ولو نظر الى المعنى في المقول.
{ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ } في الايمان فأشركونا في الغنيمة وقيل المراد اذا امر بالجهاد في سبيل الله ودخل عليه ذي الجهاد صرفه ذلك عن الايمان كما يصرفه عذاب الله عن الكفر واجترأ على عذاب الله وتختلف عن الجهاد.
{ أَوَ لَيْسَ اللهُ بِإَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ العَالَمِينَ } اي هو اعلم بما في قلوب الناس وغيرهم من الناس ومن غيرهم فهو اعلم باخلاصهم ونفاقهم او اعلم بمعنى عالم وقيل يقولون الكفر والطعن واذا جاءت دولة المؤمنين قالوا انا كنا معكم على عدوكم وكنا مسلمين وانما أكرهنا حتى قلنا ما قلنا فكذبهم الله سبحانه وتعالى انه اعلم منهم بما في قلوبهم.