خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أَوَلَمْ يَرَوْاْ كَيْفَ يُبْدِئُ ٱللَّهُ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌ
١٩
-العنكبوت

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِىءُ اللهُ الخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ } أي أولم يعلموا وذلك انهم قد اقروا بأن الله جل وعلا هو الذي أبدأ الخلق وانما انكروا البعث ويجوز ان يكون الرؤية بصرية باعتبار ان الذي ابدأه الله قد رأوه بعيونهم وهو بنوا آدم وغيرهم او باعتبار ان المراد بالذي ابدأه الله هو النبات او يقاس غيره عليه فكما يبدأ الله النبات بعد كونه معدوما كذلك يبعث الخلق والله سبحانه يبدىء الخلق من شيء ومن غير شيء وقرأ حمزة والكسائي وابو بكر { أولم تروا } بالمثناة الفوقية على تقدير القول أي قال ابراهيم لقومه الم تروا وان جعلنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحتج لتقدير القول بل خطاب من الله تعالى لقومه ويبدىء بمعنى يوجد ويظهر وقرىء { يبدأ } بفتح الياء والدال من بدأ الشيء بمعنى ابدأته والاعادة البعث والعطف يتم على جملة { أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ } الخ فليست الروئية متسلطة عليه لأن البعث لم يقع فضلا عن ان يروه فلا يعطف على { كَيْفَ يُبْدِىءُ الله الخَلْقَ } اللهم الا ان يقال الرؤية بصرية وان البعث لكثرة دلائله ووضوحها كأنه جسم حاضر يرى أو أن يقال الرؤية علمية وأن البعث لكثرة دلائله ووضوحها يجب الاقرار به وان لا ينكر او ان يقال الابداء والاعادة ابداء ثبات وثمار وغيرها في سنة واعادة مثل ذلك في اخرى وأجاز بعضهم كون المعطوف عليه محذوف أي يبديه ثم يعيده وبعضهم كون ثم للاستئناف.
{ إِنَّ ذَلِكَ } المذكور من الابداء والاعادة.
{ عَلَى اللهِ يَسيرٌ } اذ لا يحتاج فيه على اي شيء.