خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِّنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنقَلِبُواْ خَآئِبِينَ
١٢٧
-آل عمران

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِّنَ الَّذِينَ كَفّرُواْ أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُواْ خَآئِبِينَ }: اللام متعلق بنصر إذا لم يجعل إذ بدلا من إذ وإلا لزم القصة أحدان متعلق بالنصر على أن أل فيه للعهد، وهذا الوجه جائز سوى قلنا ذلك كله فى قصة أحد، أو غير ذلك، وكذا إن علق بجعل والطرف الجماعة، واختار لفظ الطرف ليدل على أن القطع ليس استئصالا لهم، فهو مناسب لقوله تعالى: { قاتلوا الذين يلونكم من الكفار } وقوله { أو لم يروا أنا نأتى الأرض ننقصها من أطرافها } أى لينقطع بعضهم بالقتل، وبعضهم بالأسر، وكلاهما طرف، وذلك واقع يوم بدر، قتلوا سبعين رجلا من المشركين، وأسروا سبعين من صناديدهم، والكبت الإصابة بالمكروه، من الصرع على الوجه أو على اليدين، أو الإهلاك أو تشديد الغيظ أو إيقاع وهن فى القلب أو الهزم، والانقلاب: رجوعهم، وخائبين: منقطعى الآمال غير ظافرين لمرادهم، ومن حمل الآية على يوم أحد وجعل { إذ تقول } بدلا ثانياً من { { إذ غدوت } وجعل قوله { ليقطع } متعلقاً بقوله { { وما النصر } يقول قد قطع طرفاً منهم، وكبهم: إذ قتل منهم يوم أحد سنة عشر، وقيل: ثمانية عشر، وقيل إثنان وعشرون، وقتل صاحب لواءهم، وكانت النصرة للمؤمنين إلى أن خالفوا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل: المراد بقطع الطرف، هدم ركن من أركان الشرك، بالقتل والأسر يوم بدر، أو بالقتل يوم أحد. وعن أنس: لما هزم المؤمنون يوم أحد، على القول بأن تلك الآيات فى أحد وشج صلى الله عليه وسلم وكسرت رباعيته جعل يمسح الدم عن وجهه، قيل غسله سالم مولى أبى حذيفة، ويقول: كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم بالدم؟ وهو يدعوهم إلى الله. فنزل قوله تعالى:{ لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَىْءٌ }.