خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحاً فَرَأَوْهُ مُصْفَرّاً لَّظَلُّواْ مِن بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ
٥١
-الروم

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحاً فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا } اي رأو الأثر او الزرع المدلول عليه بما تقدم او الضمير عائد لاثر رحمة لله وهو النبات ومن قرأه { إلى آثار رحمة الله } بالجمع فانما رجع الضمير اليه مفردا مذكرا على قراءته لأن آثار الرحمة النبات والنبات يقال للقليل والكثير لانه قيل مصدر في الأصل وقيل الضمير للسحاب لانه اذا كان مصفرا لم يمطر وعبر بالاصفرار لا بالصفرة المناسبة حدوث صفرته واللام تمهد الجواب للقسم وتدل على تقدير القسم قبل اداة الشرط ولا تخلوا مع ذلك من توكيد.
{ لَّظَلُّوا } اللام للتأكيد في جواب القسم وجوابه مغن عن جواب الشروط لذا كان معناه الاستقبال كما ان الماضي الذي هو جواب الشرط مستقبل قال بن هشام قال الكوفيون والبصريون حق الماضي المثبت المجاب به القسم ان يقرن باللام وقد يحذفان وقد يحذف احدهما قال قوم ومنه.
{ وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحاً فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَّظَلُّوا مِن بَعْدِهِ يَكفُرُونَ } وهو سهو لأن ضلوا مستقبل لأنه مرتب على الشرط وساد مسد جوابه فلا سبيل فيه الى قد اذ المعنى لكن النون لا تدخل في الماضي وقيل يقدر للشرط جواب والمذكور جواب القسم من استعمال الماضي للاستقبال بمعونة سياق الشرط.
{ مِن بَعْدِهِ يَكفُرُونَ } بسخط القضاء وبغير ذلك.
ونسوا سالف نعمتي والهاء للاصفرار او للريح او المطر وفي ذلك تقبيح لاحوال الكفار وتحذير عنها اذا كانوا يقنطون اذا حبس المطر واذا ارسل اليهم فرحوا وبطروا واذا ضرب الريح زرعهم كفروا والواجب عليهم التوبة والاستغفار والرضى والرجا اذا حبس والشكر اذا ارسل والصبر على البلاء اذا ضرب الريح زرعهم فضادوا ذلك لقلة تدبرهم.