خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ ٱلآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ
٧
-الروم

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ يَعْلَمُونَ } مستأنف او بدل من قوله { لا يعلمون } ونكتة هذا الابدال الاشعار بأنه لا فرق بين عدم العلم الذي هو الجهل وبين وجود العلم الذي لا يتجاوز الدنيا ولا يخفى ما بين لا يعلمون ويعلمون من المطابقة البديعية.
{ ظَاهِراً مِّنَ الحَيَٰوةِ الدُّنْيَا } اي من امرها كالتجارة والزراعة والبناء والغرس والتمتمع وقيل يعلمون ظاهرها وهو ملاذها وملاعبها ولا يعلمون باطنها وهو مضارها ومتاعبها وقيل يعلمون وجودها الظاهرة ولا يعلمون فناءها وقيل: يعرفون ظاهرها وهو الملاذ لا باطنها وحقيقتها التي هي انها مجاز الى الآخرة يتزود منها اليها بالطاعة والاعمال الصالحة وعن الحسن: أن احدهم لينقر الدرهم بطرف ظفره فيذكر وزنه ولا يخطأ وهو لا يحسن ان يصلي، وينقره بعض بأصبعه فيعرف انه فضة او غيرها.
{ وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ } كلها.
{ هُمْ } تأكيد للأول قيل او مبتدأ ثان.
{ غَافِلُونَ } مع انها المقصود بالدنيا فهم كالبهائم لا يعلمون شيئا من الآخرة وقصر علمهم على بعض الدنيا قال ابو العباس المبرد: قسم كسرى ايامه فقال يوم الريح يصلح للنوم ويوم الغيم للصيد ويوم المطر للشرب واللهو ويوم الشمس للحوائج وجزأها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ثلاثة اجزاء جزء لله وجزء لأهله وجزء لنفسه ثم جزء جزء بينه وبين الناس فكان يستعين بالخاصة للعامة ويقول:
" ابلغوا حاجة من لا يستطيع ابلاغي فانه من بلغ حاجة من لا يستطيع امنه الله يوم الفزع الاكبر " وكان عمرو بن العاص بالاسكندرية وجاءه رجل فقال: أن عالم هذه المدينة يقول ان القمر يخسف الليلة فقال: رجل كذب هذا لا يعلم ما في الأرض فكيف يعلم ما في السماء فقال عمرو: بلى ان الله عنده علم الساعة الخ وما سوى هذا يعلمه قوم ويجهله آخرون و "انشد مسلم مشركا راحلته وقد ضلها فقال: ألست مع هذا الذي يزعم أَنه نبي فيخبرك فردها الله عليه فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: فما قلت له؟ فقال: ماذا اقول لرجل مكذب لله فقال أفلا قلت له إن الغيب لا يعلمه إِلا الله " .