خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَلاَ تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلاَ تَمْشِ فِي ٱلأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ
١٨
-لقمان

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ } الصعر الميل والمصاعرة والاصعار والتصعير الامالة واللام بمعنى عن اي لا تميل وجهك وعبر عنه ببعضه وهو الخد او اراد لا تمل شق وجهك وهو الخد عن الناس كما يفعل المتكبرون بل قال يلهم بوجهك تواضعا والصعوراء يصيب البعير يلوي منه عنقه.
وقيل المراد ان الرجل يكون بينك وبينه منافرة فيلقاك فتعرض عنه.
وقيل هوم الذي اذا سلم عليه لوّى عنقه تكبرا.
وقيل معناه لا تحتقر الفقراء فليكن هو والغني عندك سواء وذلك قراءة نافع وحمزة والكسائي وقرأ الباقون (ولا تصعر) بترك الالف وبتشديد العين وقرىء (ولا تصعر) باسكان الصاد والمعنى واحد.
{ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً } اي مشي مرح او ذا مرح او تمرح مرحا او ضمن تمشي معنى تمرح او يقدر مرحا مرحا بكسر راء الأول او يقدر مرحا بالوصف وهو مرح بكسر الراء أو يقدر ناصبه وصفا منصوبا على الحال والمرح الخيلاء او لاجل المرح وقيل المراد المشي في غير حاجة دينية او دنيوية.
وعن بعض أصحابنا: ثلاث كلمات فيهن الخير كله ويسعهن ظفر تبع تبع ولا تبتدع ولا تضع ولا ترتفع ومن تورع فلا يتسع، وكذا قال عياش عن ابي اسحاق من علماء جيان وهي بلدة ابن مالك بالاندلس وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر " وقال رجل من القوم ان الرجل منا ليكون نقي الثوب جديد الشراك فيعجبه ذلك فقال: " ليس ذلك الكبر ولكن الكبر أن تسفه الحق وتغمض الناس "
. { إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ } في مشيه.
{ فَخُورٍ } على الناس وهذا من عموم السلب لا من سلب العموم ولو تقدم النفي على كل والغالب في ذلك العكس والمختال عائد على المرح والفخور على المصاعرة وأخره لتفاصله والجملة تعليل للنهي وذكروا ان عليا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من صنع شيئا فخرا لقي الله يوم القيامة اسود فقال القوم: انا لله وانا اليه راجعون هلكنا ورب هذه الكعبة فوالله ان الرجل منا يعجبه حسن ثوبه وحسن مركبه ثم ينظر في شعره ونعله، فقال علي قد شكونا الذي تشكون الى النبي صلى الله عليه وسلم: ليس ذلك بالفخر ولكن الفخر إِبطال الحق وغمض الناس والاستطالة عليهم " وزعم بعضهم ان من وضع جبهته في الأرض ساجدا لله فقد برىء من الكبر.