خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُواْ بِهَا خَرُّواْ سُجَّداً وَسَبَّحُواْ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ
١٥
-السجدة

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَتِنَا } القرآن.
{ الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا } ذكرهم. ربي او وعظوا.
{ خَرُّوا سُجَّداً } أي اسرعوا السجود كأنهم خروا اي وقعوا او سقطوا على وجوههم تواضعا وخشوعا وشكرا لنعمة الاسلام وخوفا من النار وسجدا لجمع ساجد حال مقدرة ان فسر السجود بوضع الوجه في الارض ومقارنة ان فسر بالانحناء الموصول لذلك الوضع كذا ظهر لي.
{ وَسَبَّحُوا } قالوا في سجودهم سبحان الله ملتبسين.
{ بِحَمْدِ رَب‍ِّهِمْ } أي قائلين الحمد لله فبحمد متعلق بمحذوف حال مقدرة تقديرها ملتبسين كما رأيت وحمده هو قولهم الحمد لله وان فسرت الحمد بالطاعة او الشكر صح ان تكون مقارنة او محكية او مقدرة على انهم في عبادة مقدرون وناوون عبادة اخرى ولك ان تفسر الاية بقولك: يقولون سبحان الله وبحمده فالحال مقدرة ولك ان تجعلها على هذا مقارنة وكذا على الاول تنزيلا عما هو عقب التسبيح من الحمد متصلا منزلة المقارن على انه لا مانع من تقسم الحال المقارنة الى مصاحبة لمعنى العامل في وقت واحد والى متصلة به وان جعلت التسبيح تنزيها قلبيا صح ان تكون الحال مقارنة ولو جعلنا الحمد لفظيا لا بمعنى الشكر او الطاعة وفي ذلك كلام في مثل هذا المقام.
وقيل المعنى ضلوا بأمر ربهم.
{ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ } عن الايمان والطاعة كما فعل من يصر مستكبرا كأن لم يسمعها قال ابن عمر: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ السورة التي فيها السجدة فيسجد ويسجدون حتى لا يجد احدنا مكانا لموضع جبهته في غير وقت الصلاة وروى البخاري ومسلم من قومنا قوله: في غير وقت الصلاة اراد به في غير وقت الصلاة المفروضة ولكن في وقت تحل فيه الصلاة او اراد في وقت لا تجوز فيه الصلاة لان السجدة كالدعاء وغيره ما ليس صلاة والمشهور ان سجود القرآن نفعنا الله به يختص بوقت يجوز فيه الصلاة.
وعن ابي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" اذا قرأ القرآن ابن ادم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي ويقول يا ويلتي امر ابن ادم بالسجود فسجد وله الجنة وامرت بالسجود فأبيت فلي النار " .