خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

يَٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ ٱتَّقِ ٱللَّهَ وَلاَ تُطِعِ ٱلْكَافِرِينَ وَٱلْمُنَافِقِينَ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً
١
-الأحزاب

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ يا أيها النبي } ناداه بالنبي تعظيما وتشريفا له وجمع بين اسمه ورسول في حق محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم اعلاما بان ذلك المسمى محمدا هو رسول وتلقينا بأن يسموه رسول الله.
{ اتق الله } اي دم على التقوى فلا تطع الكافرين والمنافقين أو زد منها لا آخر لها واستعمال الفعل في الدوام عليه أو الزيادة منه مجاز، كما ان استعماله في الارادة او المشارفة مجاز وبذلك ينتفي تحصيل الحاصل.
{ ولا تطع الكافرين والمنافقين } في معصية ولا في مباح يرون أن طاعتك لهم في ذل منك وهون من الاسلام ولا غرض لهم الا مضارة المؤمنين فجانبهم.
وكان صلى الله عليه وسلم يحب إسلام قريظة والنظير وبنى قينقاع وكلهم يهود، وقد بايعه ناس منهم وفي قلوبهم نفاق، فكان صلى الله عليه وسلم يلين جانبه لهم ويكرم صغيرهم وكبيرهم وكان يسمع منهم القبيح فيتجاوز فنزلت الآية. وروي
" ان أبا سفيان بن حرب لعنه الله وعكرمة بن أبي جهل وابن الأعور عمرو بن سفيان السلمي قدموا المدينة بعد اخذ في العهد الذي بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلوا على عبدالله ابن ابي وقام عبدالله معهم ومعتب بن قشير والجد بن قيس وعبدالله بن سعد بن ابي السرح وطمعة بن ابيرق وجاءوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا له: ارفض ذكر الهتنا اللات والعزى ومناة وغيرها وقل انها تنفع وتشفع لعابدها وندعك والهك، فشق ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين وهموا بقتلهم فقال عمر رضي الله عنه حين قولهم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله ائذن لى في قتلهم.
فقال: اني اعطيتهم الامان. وقال عمر: اخرجوا في لعنة الله سبحانه وغضبه فأمره صلى الله عليه وسلم ان يخرجهم من المدينة"
. فنزل:
{ يا أيها النبي اتق الله } في نقض العهد.
{ ولا تطع الكافرين } من اهل مكة.
{ والمنافقين } من أهل المدينة فيما طلبوك اليه.
وروي أن أهل مكة دعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كان بمكة ان يرجع عن دينه ويعطوه شطر اموالهم، وان يزوجه شيبة بن ربيعة ابنته، وخوفه منافقوا أهل المدينة حين كان في انهم يقتلونه ان لم يرجع فنزلت الآية المدنية حين كان في المدينة وقيل لفظ الخطاب له والمعنية به امته.
{ إن الله كان عليما } بالأشياء كلها قبل وجودها وبالمصالح والمفاسد والصواب والخطا.
{ حكيما } لا يفعل شيئا ولا يأمر به ولا ينهي عنه إلا لحكمة.