خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

لِّيَجْزِيَ ٱللَّهُ ٱلصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ ٱلْمُنَافِقِينَ إِن شَآءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً
٢٤
-الأحزاب

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ ليجزي } الخ تعليل للمنطوق به وهو قوله { ما بدلوا تبديلا } وللمفهوم منه بالتلويح وهو ان المنافقين بدلوا والمعنى: انا قضينا على هؤلاء بعدم التبديل وعلى هؤلاء بالتبديل لنجزي الذين لم يبدلوا بصدقهم ونعذب المنافقين ان شئنا وهم المبدلون. ولك ان تقول ان اللام للصيرورة اي ان مال هؤلاء الذين لم يبدلوا ثواب صدقهم وحال المبدلين التعذيب ان شاء الله وذلك لأن هذا التعذيب ليس باعثا للمبدلين على التبديل كما بعث الثواب للمؤمنين على عدم التبديل ولكن لما كانت عافيتهم التعذيب على تبديلهم حصل تعذيبهم كأنه علة لقصدهم التبديل ومن أجاز الجمع بين الحقيقة والمجاز في كلمة جاز كون اللام تعليلا بالنظر للمؤمنين وللمثال بالنظر للمنافقين على ما ظهر لي من البحث في ان المنافقين لم يكونوا على خير من قلوبهم حتى يقال بدلوا فهم من اول الأمر على فساد العقيدة ولو صدر منهم ما هو على صورة الطاعة ولعلهم كانوا يعملون خيرا ثم تفسد نيتهم فيظلون فهذا تبديلهم.
{ الله الصادقين بصدقهم } بجزاء صدقهم وهو الفاء بالعهد.
{ ويعذب المنافقين إن شاء } تعذيبهم بأن يميتهم غير تائبين.
{ أو يتوب عليهم } أي يوفقهم للتوبة والمعنى يعفو عنهم بان يوفقهم لها.
{ إن الله كان غفوراً رحيما } لمن تاب.