خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَّمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً
٢٧
-الأحزاب

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضاً لم تطأوها } وهي خيبر اخذوها بعد قريضة وقيل مكة وقيل فارس والروم وقيل ما يفتح لهم ولمن بعدهم من المسلمين وزعم بعضهم انها نساؤهم كنى عنهن بالارض التي لم يطؤوها وهو من بدع التفاسير.
{ وكان الله على كل شيء قديرا } فهو قادر على ذلك ومعنى اراثته اياهم ما سيرثونه انه حكم وقضى ان سيملكونه قصة بني قريضة وقتالهم من كتاب المواهب قيل: كانت غزوتهم في آخر ذي القعدة سنة خمس، وقيل: سنة اربع
"لما انصرف صلى الله عليه وسلم عن الخندق ودخل المدينة وضع السلاح هو والمؤمنون فلما كان الظهر اتاه جبريل على فرسه حيزوم متعجراً بعمامة من استبرق على بغلة بيضاء عليها قطيفة ديباح ورسول الله صلى الله عليه وسلم عند زينب بنت جحش وهي تغسل رأسه وقد غسلت شقه فقال جبريل: يا رسول الله قد وضعت السلاح! قال: نعم. قال جبريل: عفى الله عنك ما وضعت الملائكة السلاح منذ اربعين ليلة وما رجعت الا الآن من طلب القوم، وروى انه كان الغبار على وجه جبريل عليه السلام ووجه فرسه فجعل صلى الله عليه وسلم يمسحه عن وجهيهما. فقال جبريل: ان الله تبارك وتعالى يأمرك بالسير الى بني قريضة فأتهم فإني قد قطعت أوتارهم وفتحت ابوابهم وتركتهم في زلزال، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم مناديا ينادي من كان سامعا مطيعا فلا يصلون العصر الا في بني قريضة وقدم عليا برأيه وابتدرها الناس وسار حتى دنا من الحصون سمع منها مقالة قبيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فرجع حتى لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم بالطريق فقال: يا رسول الله لا عليك ان تدنوا من هؤلاء الأخابث، قال: أظنك سمعت لي منهم أذى. قال: نعم يا رسول الله. قال: لو رأوني ما قالوا من ذلك شيئا، فلما دنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من حصونهم قال يا إخوان القردة قد أخزاكم الله وأنزل بكم نقمته. قالوا: يا ابا القاسم ما كنت جهولا ومر رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه قبل ان يصل الى بني قريضة فقال: هل مر بكم احد؟ فقالوا: يا رسول الله مر بنا دحية على بغلة بيضا علي قطيفة ديباج فقال صلى الله عليه وسلم ذلك جبريل عليه السلام بعث الى بني قريضة يزلزل بهم حصونهم ويقذف الرعب في قلوبهم" . فنزل على بئر من آبارهم في ناحية اموالهم وتلاحق به الناس فأتاه رجال بعد العشاء لم يصلوا العصر كما مر وحاصرهم هم عشرين ليلة وجهدهم الحصار ودخل الرعب في قلوبهم وفيهم حيي بن أخطب وفاءً لعهده لكعب، كما مر وذلك قول بن اسحاق وقال ابن سعد: خمس عشرة وقال ابن عقبة: بضع عشرة.
قال رئيسهم كعب بن اسد: يا معشر يهود انه قد نزل بكم ما ترون اني عارض عليكم خلال ثلاثا اتخذوا بها شئتم، قالوا: وما هي؟ قال: نبايع هذا الرجل ونصدقه فوالله لقد تبين انه نبي مرسل وانه الذي تجدونه في كتابكم فتأمنون على دمائكم واموالكم وابنائكم ونسائكم فأبوا، قال: فاذا أبيتم على هذه فهلم نقتل أبنائنا ونسائنا ثم نخرج الى محمد وأصحابه رجالا مصلتين بالسيوف ولم نترك وراءنا ثقلا حتى يحكم الله بيننا وبين محمد فان نهلك ولم نترك وراءنا ما نخشى عليه.
فقالوا: أي عيش لنا بعد ابنائنا ونسائنا فقال: إن أبيتم على هذه فإن الليلة ليلة سبت وعسى ان يكون محمد وأصحابه قد أمنوا فيها فأنزلوا لعلنا نصيب منهم غرة قالوا نفسد سبتنا ونحدث فيه ما لم يحدث فيه من كان قبلنا الا من علمت فأصابه ما لم يخف عليك من المسخ.
قيل حاصرهم احدى وعشرين ليلة فسألوه الصلح على ما صالح عليه اخوانهم من بني النظير ان يسيروا الى اخوانهم الى اذرعاث واريحا من ارض الشام فأبى الا ان ينزلوا على حكم سعد بن معاذ فأتوا وقيل و
"كان ابو لبابة من أصحابهم وكان ماله وعياله وولده فيهم وأرسلوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ابعث الينا أبا لبابة وهو رفاعة بن عبدالمنذر نستشيره في امرنا فأرسله اليهم فلما رأوه قام اليه الرجال واسرعت اليه النساء والصبيان يبكون في وجهه فرق لهم وقالوا يا ابا لبابة أترى ان ننزل على حكم سعد بن معاذ وقيل: قالوا على حكم محمد؟ قال: نعم، وأشار بيده الى حلقه انه الذبح وقيل: اشار الى خلفه انه الذبح وقيل: قال لا تفعلوا فانه الذبح قال ابو لبابة: فوالله ما زالت قدماي من مكانهما حتى عرفت اني قد خنت الله ورسوله ثم انطلق على وجهه فلم يأت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ارتبط في المسجد على عمود من عمده وقال: لا أبرح من مكاني هذا حتى يتوب عليّ ما صنعت وعاهد الله ان لا يطأ بني قريضة ابدا ولا ارى في بلد خنت الله ورسوله فيه ابدا فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خبره وكان قد استبطأه قال: أما لو جاءني لاستغفرت الله له، وأما اذ فعل ما فعل فما انا بالذي اطلقه من مكانه حتى حتى يتوب الله عليه قيل لم يذق طعاما سبعة ايام ولا شرابا حتى خر مغشيا عليه ثم ان الله سبحانه انزل توبة ابي لبابة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بيت ام سلمة قالت ام سلمة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك سحرا فقلت: مم ضحكت يا رسول الله اضحك الله سنك؟ قال: اتيب على ابي لبابة. فقلت: ألا ابشره بذلك يا رسول الله؟ قال: بلى ان شئت، فقامت على باب حجرتها وذلك قبل ان يضرب عليهن بالحجاب، فقالت: يا أبا لبابة أبشر فقد تاب الله عليك. قالت فثار الناس اليه ليطلقوه فقال لا والله حتى يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي يطلقني بيده، وقيل: قالوا له اطلق نفسك، فقال ما ذكر، فلما مر عليه خارجا من صلاة الصبح اطلقه" وبذلك فسر مجاهد { { اعترفوا بذنوبهم } }. قال: قال ابو لبابة لقريظة ما قال وأشار الى حلقه بأن محمدا يذبحكم ان نزلتم على حكمه والمشهور ان ذلك لتخلفه عن غزوة تبوك، وعن عبدالله ابن ابي بكر ان ابا لبابة ارتبط بسلسلة ثقيلة تسع عشرة ليلة حتى ذهب سمعه فما كاد يسمع وكان يذهب بصره وكانت ابنته تحمله اذا حضرت الصلاة او اراد ان يذهب لحاجة فاذا فرغ اعادته، وقال ابن اسحاق: اقام مرتبطا ست ليال تحمله امرأته في وقت كل صلاة ثم تربطه ارتباطا بالجذع، وكانت سواري المسجد جذوعا وقال: تمام توبتي ان لا ادخل البلد الذي خنت فيه الله ورسوله وان اتصدق بمالي فقال صلى الله عليه وسلم "تصدق بالثلث" ولما اشتد الحصار ببني قريظة اذعنوا ان ينزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فحكم فيهم سعد بن معاذ وكان قد جعله في خيمة فى المسجد الشريف لامرأة من اسلم يقال لها رفيدة تداوي الجرحى فلما حكمه اتاه قومه فحملوه على حمار وقد وطئوا له بوسادة من آدم وكان رجلا جسيما ثم اقبلوا معه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما انتهى سعد الى رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين قال عليه السلام: "قوموا الى سيدكم" فاما المهاجرون من قريش فيقولون انما اراد رسول الله صلى الله عليه وسلم الانصار واما الانصار فيقولون عم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين فقالوا "ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ولاك امر مواليك لتحكم فيهم فقال سعد فاني احكم فيهم ان يقتل الرجال وتقسم الاموال وتسبى الذراري والنساء فقال عليه السلام: لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبعة رافعة" والرفيع السماء سميت بذلك لانها رفعت بالنجوم وروى محمد بن صالح: "لقد حكمت اليوم فيهم بحكم الله الذي حكم به من فوق سبع سماوات" وقال جابر: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: احكم فيهم يا سعد. فقال: الله ورسوله احق بالحكم قال: قد أمرك الله ان تحكم فيهم" وفي هذه القصة جواز الاجتهاد في زمانه صلى الله عليه وسلم وهي مسألة اختلف فيها اهل اصول الفقه والمختار الجواز سواء كان في حضرته صلى الله عليه وسلم ام لا وان ما استبعد المانع وقوع الاعتماد على الظن مع امكان القطع ولا يضر ذلك لانه بالتقرير يصير قطعيا وقد ثبت وقوع ذلك بحضرته عليه السلام كما في هذه القصة وغيرها وانصرف صلى الله عليه وسلم يوم الخميس لسبع ليال او خمس قولان خلون من ذي الحجة وامر عليه السلام ببني قريظة فادخلوا اليه فضربت اعناقهم وكانوا ما بين ستمائة الى سبعمائة وقال السهيلي المكثر يقول انهم ما بين الثمانمائة الى التسع مائة وقال جابر اربع مائة مقاتل ويجمع بين ذلك بأن الباقين كانوا اتباعا وفي رواية ان ثعلبة بن سعيد واسيد بن سعيد واسيد بن عبيد وهم نفر من بني هذيل ليسوا من بني قريظة ولا النظير نسبهم من فوق ذلك هم بنوا عم القول اسلموا تلك الليلة التي نزلت فيها بنو قريظة على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج في تلك الليلة عمرو بن سعد القرظي فمر بحرس رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليهم محمد بن مسلمة الانصاري تلك الليلة فلما رآه قال من هذا؟ قال: عمرو بن السعدي وكان قد ابى ان يدخل مع بني قريظة في غدرهم وقال لا اغدر بمحمد ابدا فقال محمد بن مسلمة اللهم لا تحرمني عثرات الكرام فخلى سبيله فخرج على وجهه حتى بات فى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة تلك الليلة ثم ذهب فلا يدرى اين ذهب من ارض الله فذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "ذلك لرجل نجاه الله بوفائه" وبعض الناس كان يزعم انه اوثق بربه فيمن اوثق من بني قريظة فأصبحت رمته ملقاة وذلك حين نزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك المقالة فلما اصبحوا نزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسم فتواثب الاوس فقالوا يا رسول الله انهم موالينا دون الخزرج وقد فعلت في موالي الخزرج بالامس ما قد علمت وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل بني قريظة حاصر بني قينقاع وكانوا حلفاء الخزرج فنزلوا على حكمه فسألهم اياه عبدالله بن ابي بن سلول فوهبهم له فلما كلمه الاوس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ألا ترضون يا معشر الاوس ان يحكم الله منكم فيهم رجلا قالوا بلى قال فذلك سعد بن معاذ" وكان قد جعله رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد في خيمة امرأة من المسلمين يقال لها رفيدة تداوي الجرحى وتحتسب بنفسها على الخدمة من كانت به ضيعة من المسلمين وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال لقومه حين اصابه السهم بالخندق: "اجعلوه في خيمة رفيدة حتى ادعوه من قريب" فلما حكمه رسول الله صلى الله عليه وسلم في بني قريظة احتمله قومه على حمار قد وطئوا له وسادة من ادم واقبلوا معه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يقولون: يا ابا عمرو احسن في مواليك فان رسول الله صلى الله انما ولاك ذلك لتحسن فيهم فلما اكثروا عليه قال سعد: لا تأخذني في الله لومة لائم فرجع بعض من كان معه الى دار بني الاشهل فنعى عليهم رجال بني قريظة قبل ان يصل اليهم سعد للكلمة التي سمعوا منه فلما انتهى شد الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "قوموا الى سيدكم" فأنزلوه فقاموا اليه فقالوا يا ابا عمرو: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ولاك مواليك فتحكم فيه فقال سعد: عليكم بذلك عهد الله وميثاقه ان الحكم فيهم ما حكمت قالوا: نعم قال: وعلى من هاهنا في الناحية التي فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو معرض عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اجلالا له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "نعم" قال سعد: فاني احكم فيهم ان تقتل الرجال وتقسم الاموال وتسبى النساء والذراري فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لقد حكمت فيهم بحكم الله تعالى من فوق سبعة ارفعة" ثم استنزلوا فحبسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في دار بنت الحارث امرأة من بني النجار ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم الى سوق المدينة التي هي سوقها اليوم فخندق لها خنادق ثم بعث اليهم فضربت اعناقهم فيها يخرج بهم ارسالا وفيهم عدو الله ورسوله حيي بن اخطب وكعب بن اسد رأس القوم وهم ستمائة او سبعمائة وقالوا لكعب وهو يذهب بهم الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ارسالا: يا كعب ما ترى ما يصنع بنا؟ قال: اني موكل بكم الا تعقلون الا ترون الداعي لا ينزع ومن ذهب منكم لا يرجع هو الله القتل فلم يزل ذلك الدأب حتى فرغ منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم واتى بحيي بن اخطب عدو الله وعليه حلة تفاحية شققها من كل ناحية مجموعة يداه الى عنقه بحبل فلما نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والله ما لمت نفسي في عداوتك ولكنه من يخذل الله يخذل ثم اقبل على الناس فقال: ايها الناس لا بأس بأمر الله كتاب وقدر وملحمة كتبت على بني اسرائيل ثم جلس فضربت عنقه وروي عن عائشة انه لم يقتل من بني قريظة من النساء الا امرأة واحدة قالت واله انها لعندي تتحدث معي وتضحك ظهرا وبطنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقتل رجالهم بالسيوف اذ هتف هاتف باسمها ابنت فلانة قالت: انا والله ويلك ما لك اقتل؟ قال: نعم قالت: ولما؟ قال: لحدث احدثتيه فانطلق بها فضربت عنقها فكانت عاشئة تقول: ما انسى عجبا منها طيب نفس وضحك وقد عرفت انها تقتل.
قال الواقدي: وكان اسم المرأة بنانة امرأة الحكم واحداثها قتلها خلاد بن سويد وكان علي والزبير يضربان اعناق بني قريظة ورسول الله جالس هناك.
وروي ان الزبير بن ماطا القرظي ويكنى ابا عبدالرحمن مر في الحرب في الجاهلية على ثابت بن قيس بن شماس فجز ناصيته ثم خلى سبيله فجاءه يوم قريظة وهو شيخ كبير فقال: يا ابا عبدالرحمن هل تعرفني؟ قال: يجهل مثلي مثلك. قال: اني اريد ان اجزاك بيدك عندي. قال: ان الكريم يجزي الكريم، ثم أتى ثابت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كان للزبير عندي يد وله عليّ منة وقد احببت ان اجزيه بها فهب لي دمه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هو لك فأتاه فقال له: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وهب لي دمك. فقال شيخ كبير: لا اهل له ولا ولد ما يصنع بالحياة؟ فأتى ثابت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم اهله وأولاده!؟ فقال: هم لك. فأتاه فقال: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاني امرأتك وولدك فهم لك. فقال: اهل بيت بالحجاز لا مال لهم فما بقاؤهم على ذلك؟ فأتى ثابت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ماله يا رسول الله !! قال: هو لك. فأتاه فقال: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اعطاني مالك فهو لك فقال: أي ثابت - وأي حرف نداء - ما فعل الذي كان وجهة مرآة صينية تترايا فيها عذاري الحي كعب بن أسد؟ قال: قتل قال: فما فعلت مقدمتنا اذا شددنا وحاميتنا اذا كررنا عزال بن شموال قال: قتل قال: فما فعل المجلسان يعني بني كعب بن قريظة وبني عمرو بن قريظة؟ قال: قتلوا قال: فإني بيدي عندك يا ثابت الا ما تلحقني بالقوم فوالله ما في العيش بعد هؤلاء من خير فما انا بصابر حتى القى الأحبة فقدمه ثابت فضربت عنقه فلما بلغ ابا بكر الصديق قوله حتى القى الاحبة قال: يلقاهم والله في نار جهنم خالدا مخلدا ابدا وقد امر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل من من أنبت منهم يكشف عن عورته فينظر اليه وقسم اموال بني قريظة ونساءهم على المسلمين للفارس ثلاثة اسهم سهم له وسهمان لفرسه ولمن لا فرس له سهم وكانت الخيل ستة وثلاثين ثم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن زيد الانصارى اخا بني الاشهل بسبايا من سبايا بني قريضة الى نجد فابتاع بها خيلا وسلاحا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اصطفى لنفسه من نسائهم ريحانة بنت عمرو بن خنانة احدى نساء بني عمرو بن قريضة فكانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى توفي عنها وهي في ملكه وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرس ان يتزوجها ويضرب عليها الحجاب فقالت يا رسول الله بل تتركني في ملكك فهو اخف عليك وعلي فتركها وقد كانت حين سباها قد كرهت الاسلام وأبت إلا اليهودية فعزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ووجد في نفسه بذلك من امرها فبينما هو مع اصحابه اذ سمع وقع نعلين خلفه فقال: ان هذا لثعلبة بن شعبة يبشرني باسلام ريحانة فجاءه فقال: يا رسول الله قد أسلمت ريحانة فسره ذلك ولما قضي ما حكم به سعد انفجر جرحه فمات شهيدا قيل ان رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ريحانة وقيل كان يطئها بملك اليمين وامر بالغنائم فجمعت وأخرج الخمس من المتاع والسبي ثم امر بالباقي فبيع فيمن يريد، وقسمه بين المسلمين فكان على ثلاث آلاف ومائتين وسبعين سهما ثلاثة للفارس وواحد للرجل وكان صلى الله عليه وسلم يعتق من الخمس ويهب ويخدم منه من اراد، وفي رواية ان سعدا رضي الله عنه دعى: اللهم اني اظن انك قد وضعت الحرب فافجرها واجعل موتي فيها فانفجرت فلم يرعهم الا الدم يسيل الى كل خيمة لبني غفار في المسجد فقالوا: يا أهل الخيمة ما هذا الدم يأتينا من قبلكم فاذا سعد يغدوا جرحه دما فمات، صدق ظنه وأجيب دعاءه اذ لم يقع بين المسلمين وقريش بعد الخندق حرب يكون ابتداء القصد فيها من المشركين وما هو إلا ان تجهز للعمرة فصدوه عن دخول مكة وكادت الحرب تقع ولم تقع، ووقعت الهدنة واعتمر من قابل ولما نقضوا العهد توجه اليهم غازيا ففتحت مكة وسبب انفجار جرحه انه مرت به عنز وهو مضجع فأصاب ظلفها موضع النحر فانفجرت حتى مات وحضر جنازته سبعون الف ملك واهتز عرش الرحمن لموته حقيقة فرحا بقدوم روحه او مجازا عن الاستبشار او عن تعظيم الشأن والمعنى اهتز حملة العرش، وقال المنافقون ما اخف جنازته. فقال رسول الله: ان الملائكة كانت تحمله. وعن البراء أهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم حلة حرير فجعل اصحابه يمسونها ويعجبون من لينها فقال صلى الله عليه وسلم: تتعجبون من هذه المناديل سعد بن معاذ في الجنة خير منها والين وهذه كناية عن عظم ملكه في الجنة والا فالمنديل بعد ليوسخ ولا وسخ فيها يمسح بالمنديل كأنه قيل لو كان فيها وسخ أكانت مثل هذه منديلا له وقبض انسان يومئذ من قبره قبضة فذهب بها ثم نظر اليها بعد فاذا هي مسلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سبحان الله سبحانه الله حتى عرف ذلك في وجهه فقال الحمد لله لو كان احد ناجيا من ضمة القبر لنجا منها سعد ضم ضمة ثم فرج الله عنه. قال ابو سعيد الخدري كنت ممن حفر لسعد قبره فكان يفوح علينا المسك كلما حفرنا وفي هذه السنة فرض الحج وقيل سنة ست وهو قول الجمهور وقيل سنة سبع وقيل سنة ثمان ورجحه جماعة وانما مات في المسجد لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم رده اليه بعد الحكم وحضر رسول الله صلى الله عليه وسلم وابو بكر وعمر رضي الله عنهما موته قالت عائشة رضي الله عنها فوالذي نفس محمد بيده اني لاعرف بكاء عمر من بكاء ابي بكر واني لفي حجرتي وكانوا كما قال الله سبحانه:
{ { رحماء بينهم } ولما حلا الاحزاب قال صلى الله عليه وسلم "الآن نغزوهم ولا يغزوننا وكان يقول لا اله الا الله وحده لا شريك له أعز جنده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده ولا شيء بعده" وذكره جار الله انه لما رجعوا من الخندق للمدينة ووضعوا السلاح جاء جبريل على فرسه الحيزوم والغبار على وجهه الفرس والسرج فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما هذا؟ فقال: من متابعة قريش فمسح الغبار عن وجه الفرس والسرج الى آخر ما مر وان كثيرا من الناس لم يصلوا العصر الا بعد العشاء الاخيرة يوم ذهبوا الى قريضة على ما مر وانه صلى الله عليه وسلم قال تنزلون على حكمي فأبوا فقال على حكم سعد بن معاذ فرضوا بحكم سعد بما أمر فكبر صلى الله عليه وسلم، وقال لقد حكمت بحكم الله الى آخر ما مر، وعن بعض حاصرهم احدى وعشرين ليلة وقال لم يحكم سعد ولكن ارسل اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء على حمار، فقال اشر علي فيهم فقال علمت ان الله امرك فيهم بأمر فأنت فاعل ما أمرك به فقال اشر علي فيهم فقال لو وليت امرهم لقتلت مقاتليهم ولسبيت ذراريهم ونسائهم ولقسمت، فقال صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده لقد أشرت علي بالذي امرني الله عز وجل به" قال عطية العوفي كنت فيمن عرض علي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قريضة فنظروا الى عانتي فاذا هي لم تنبت فتركت وتأتي قصة النظير، وروي ان سعدا حكم بما مر وبأن الارض والثمار للمهاجرين فقالت الانصار في ذلك فقال اردت ان تكون لهم اموال كما لكم اموال ولما حكم بذلك كله قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد حكمت بما حكم الله وذكر جار الله ان رسول الله ت جعل عقارهم للمهاجرين دون الانصار. فقالت الانصار في ذلك. فقال: انكم في منازلكم. فقال عمر: أما تخمس كما خمست يوم بدر؟ قال: انما جعلت هذا لكم طعمة دون الناس. قال: رضينا بما صنع الله ورسوله.