خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَدَاعِياً إِلَى ٱللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً
٤٦
-الأحزاب

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وداعيا إلى الله } توحيده ووصفه بصفاته ونفي صفات غيره عنه وطاعته.
{ بإذنه } بأمره وذكره تأكيد لأن قوله { أرسلناك } مع قوله { داعيا إلى الله } مغن عنه.
وقيل: المراد بتسهيله استعير لفظ الاذن للتيسير وذلك لأن الاذن في فعل شيء شبيه بتسهيل الشيء لأن كلا منهما انفاذ لذلك الشيء وتحصيل له او اطلق الاذن على التسهيل لأنه مسبب التسهيل فيكون ذلك من المجاز المرسل وعلى الوجهين فانما جيىء به لأن دعاء اهل الشرك والجاهلية الى التوحيد والشريعة امر في غاية الصعوبة والتعذر يحتاج الى تسهيل من الله.
{ وسراجا منيرا } مثل سراج مضيء يزيل ظلمة الجهل والشرك والمعاصي بالتوحيد والعلم والطاعة كما يزيل السراج المضيء الظلمة ويمد بنور نبوتك نور البصائر كما يمد بنور السراج نور الابصار ووصف بالانارة لان من السراج ما لا يضيء لقلة زيته مثلا ودقة فتيلة.
وان قلت فاذا اراد كثرة الضوء فهلا شبهه بالشمس؟
قلت: انما يقتبس من السراج لا من الشمس ولذلك لم يعبر بها ولان لها وقتا مخصوصا والسراج يوجد متى شئت والعطف من عطف الأحوال بعضها على بعض الواحد وقدر بعضهم وذا سراج منيرا وتاليا سراجا منيرا وعليه فالسراج القرآن وصف النبي صلى الله عليه وسلم بأنه صاحبه او بأنه تاليه وتجوز العطف على كاف ارسلناك فتكون في ذلك التفات من خطاب لغيبة لأن الظاهر من قبيل الغيبة وظاهر كلام بعض اختصاص جواز العطف على الكاف يقول من قدر ذا سراج او تالي سراج.