خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَىٰ حِمْلِهَا لاَ يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ إِنَّمَا تُنذِرُ ٱلَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِٱلْغَيْبِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ وَمَن تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا يَتَزَكَّىٰ لِنَفْسِهِ وَإِلَى ٱللَّهِ ٱلْمَصِيرُ
١٨
-فاطر

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ ولا تزر وازرة وزر أخرى } اي لا تذنب نفس مذنبة ذنب نفس اخرى اي لا تتصف بذنب غيرها ولا تحمله ولا تؤاخذ به كما تصنع الظلمة من اخذ الولي بالولي والجار بالجار.
وان قلت: لم قال { لا تزر وازرة وزر أخرى } دون لا تزر نفس وزر اخرى؟.
قلت: تلويحا الى معنى قولك ان النفس التي تراها حملت الذنوب لا شيء من الذنوب التي حملتها ذنبا لغيره بل كلها ذنوب لها واما قوله جل وعلا
{ { وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم } فمعناه انهم يحملون الذنوب التي باشروها بابدانهم وجوارحهم حتى السنتهم وبقلوبهم والذنوب التي تكون من سنهم سننا سيئة مضلة وليس من ذلك شيء ذنبا لغيرهم فمن امر احدا بالزنا فعليه من الذنب مثل ذنب الزاني.
{ وإن تدع مثقلة } بالاوزار.
{ إلى حملها } الى ما حملت من الاوزار ليحمل عنها مدعوها بعضها.
{ لا يحمل منه شيء } اى لا يحمل مدعوها منه شيئا كما يحمل عليه من وزر غيره شيء.
{ ولو كان } المدعو المقبول من تدع.
{ ذا قربى } كالام والاب والابن قال ابن عباس - رضي الله عنهما - يلقي الاب او الام الابن فيقول او تقول يا بني احمل عني بعض ذنوبي؟ فيقول لا استطيع حسبي ما عليّ.
وقرىء { ذو قربى } اما على ان كان ناقصة محذوفة الخبر اي ولو كان ذو قربى المدعوا ولو كان ذو قربى الداعي واما على انها تامة اي ولو حصل ذو قربى وحضر لم يكن شيء من حملها محمولا عنها بعد دعائها الى حملها.
{ إنما تنذر الذين يخشون ربهم } يخافونه.
{ بالغيب } متعلق بيخشون والباء بمعنى في اي يخافونه في غيبهم الذي هو عدم رؤيتهم اياه او في عيبهم عن العذاب او عن الناس او بمحذوف حال من الواو او من ربهم على حذف مضاف اي عذاب ربهم وانما خص هؤلاء لانهم المنتفعون بالانذار واما غيرهم فانهم مع انذارهم اياهم ووجوب انذارهم عليه كأنه غير منذر لهم لعدم تأثره فيهم او استعمل الانذار في اثره اي انما يتأثر انذارك في الذين يخشون ربهم بالغيب او يقدر انما تنذر الانذار النافع الذين يخشون ربهم بالغيب.
{ وأقاموا الصلٰوة } المفروضة اداموها على الوجه الحسن ولعله عبر في الخشية بالمضارع وفي الاقامة بالماضي بما ان الخشية مستمرة في قلوبهم تكون مادة للاقامة فهم قد أقاموها وتركوها منارا لمن يأتي بعدهم وهذا صفة اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا الكلام متصل بقوله { إن يشأ يذهبكم } الآتي على طريق الغضب المعقب بذكر الوعيد وأهوال القيامة ولم ينفع ذلك فقال { انما تنذر } الخ.
{ ومن تزكى } تطهر من الشرك والمعاصي.
{ فإنما يتزكى لنفسه } فان ثواب تركيه له وقرى { ومن ازكى فانما يزكى لنفسه } بابدال التاء زايا وادغام الزاي في الزاي بعدها وجلب همزة الوصل لسكون اول الكلمة وجملة { ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه } مؤكدة للخشية والاقامة فان للخشية والاقامة والتزكي من واد واحد.
{ وإلى الله المصير } للجزاء.