خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

مَّا يَفْتَحِ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلاَ مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ
٢
-فاطر

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ ما يفتح الله للناس من رحمة } كمطر ورزق وخير وامن وصحة وعافية وعلم ونبوة وغير ذلك من فنون نعمائه.
وعن ابن عباس الرحمة التوبة اي الهداية الى التوبة والتوفيق فيها والله سبحانه يشاء التوبة من كل عاص لكن العصاة تمتنع والفتح للارسال والاطلاق عنهما بالفتح لانه سببهما لها في الجملة.
{ فلا ممسك لها } يحبسها الضمير عائد الى ما مراعاة لمعناها وهو الرحمة كما بينت في الآية انما نكرت الرحمة للاشاعة والابهام أي اي رحمة سماوية او ارضية ويدل على ان الفتح للارسال والاطلاق قوله فلا ممسك لها ومقابلة ذلك بقوله.
{ وما يمسك فلا مرسل له } يطلقه والهاء لمراعاة للفظها لا لمعناها وهو الرحمة وانما اعتبر معناها ولم يعتبر هنا لانها هناك ذكر تفسيرها فرجح اعتباره مطابقة لما فسرت به وهو الرحمة وهنا لم يذكر فرجح اعتبار لفظها ولو اعتبر معناها جاز كما قرىء فلا مرسل لها ولم يفسر لدلالة الاول على تفسيره ويجوز ان تكون مراعاة اللفظ هنا لعدم وقوع ما على الرحمة فقط بل عليها وعلى الغضب ولم تفسر على هذه الدلالة على ان رحمته سبحانه وتعالى سبقت غضبه.
{ من بعده } بعد امساكه.
{ وهو العزيز } الغالب في امره من امساك وغيره.
{ الحكيم } في افعاله من ارسال وغيره كل افعاله متقنة وكان صلى الله عليه وسلم
"يقول في دبر كل صلاة لا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما اعطيت ولا معط لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد" بعدم تنوين مانع ومعطي فكون قوله لما متعلقا بمحذوف خبر لا وان نونا تعلق بهما والجد الغنى والبخت اي لا ينفع صاحب الغنى والبخت غناه وبخته عند الله بل تنفعه الطاعة والاخلاص والجد القوة اي لا تنفع القوة عند الله في الاعطا والمنع كم من اقوياء كانوا فقراء لم تنفعهم قوتهم او الجد الاجتهاد اي ينفع الاجتهاد عند الله بل الامر لله كم مجتهد لا يقدرون على قوتهم باجتهاد.