خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَٱتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُواْ حِزْبَهُ لِيَكُونُواْ مِنْ أَصْحَابِ ٱلسَّعِيرِ
٦
-فاطر

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ إن الشيطان لكم عدو } عداوة عامة لازمة بينة قديمة من لدن ابيكم ادم وهذا من اقامة الظاهر مقام المضمر على قراءة الجمهور بفتح عين الغرور تفسير الغرور بالشيطان الذي هو ابليس وذلك للايضاح وان فسرنا الغرور بزخرف الدنيا او بجنس الغار المبالغ في الغرور فليس ذلك من موضع الظاهر موضع المضمر وكذا على قراءة الضم وليس كقوله ان الشيطان لكم عدو مقروء بالقراءة الجمهور وتفسير ابن عباس اذ لقائل ان يقول الاصل عدم وضع الظاهر موضع المضمر فلو كان الغرور بالفتح وكان هو الشيطان لقيل انه لكم عدو واذ لم يكن دليل فالحمل على الاصل اولى.
{ فاتخذوه عدوا } في اعتقادكم وفعلكم وقولكم وبالغوا في عداوته واغضابه سرا وجهرا وفي كل حال لا تغفلوا ولا تعاملوه معاملة من لا تعلمون حاله نعوذ بالله العزيز الجبار لقد عاملوه الجمهور معاملة الصديق في المطاوعة فيما يريد.
{ إنما يدعو حزبه } الذين اتبعوه في الكفر الى زيادة الكفر والمعاصي او المعنى يدعو من سبق في علم الله انهم حزبه الى الكفر والمعاصي.
{ ليكونوا من أصحاب السعير } هذا دليل على ان المراد بحزبه متبعوه من قريش او من الامة اعني من بعث اليهم النبي صلى الله عليه وسلم ويجوز ان يكون المعنى ان كل من دعاه فانما دعاه ليكون من اصحاب السعير في كل زمان والسعير النار الشديدة وقيل الباب الرابع منها وفي الاخبار بانه يدعو حزبه ليكونوا من اصحاب السعير تنفير عنه وتقرير لعداوته وتحذير عن الركون الى الدنيا فانه موجب لكون الراكن من حزبه.