خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

إِنَّ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ ٱليَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ
٥٥
-يس

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ إن أصحاب الجنة اليوم في شغل } عما فيه اهل النار بما يتلذذون به كافتضاض الابكار وانواع المآكل والمشارب والملابس والمساكن وغير ذلك قاله مجاهد والحسن وهو الصحيح، كما ذكره عياض، وقال ابن عباس المراد افتضاض الأبكار وقيل سماع الأوتار وهو رواة عن ابن عباس، وقال ابن كيسان زيارة بعضهم بعضا وقيل في ضيافة الله عز وجل وعن الكلبي في شغل عن أهاليهم من أهل النار لا يهمهم أمرهم لئلا ينتقص نعيمهم وليس المراد شغلا يتعبون فيه لأنه لا نصب في الجنة واليوم متعلق بالاستقرار الذي تعلق به في شغل أو في قوله في شغل لنيابته عن الاستقرار وفي ذلك دليل على جواز تقديم الحال على عاملها المعنوي الذي ليس فيه لفظ الفعل فانه اذا جاز تقديم المتعلق الذي ليس حالا عليه جاز تقديم الذي هو حال ولا يقال لا دليل هنا على ذلك لجواز تعليقه بالاستقرار المحذوف كما هو الوجه الأول لأنا نقول قد حذف وجوبا وناب عنه قوله في شغل وذلك إن في شغل متعلقا بمحذوف خبر لأن وقوله.
{ فاكهون } خبر ثان و بمحذوف حال من مستتر فاكهون وفاكهون خبر ان قيل او حال من فاكهون نعم يجوز ان يعلق اليوم بفاكهون واما اليوم الاول فمتلعق عليه بما بعد لا النافية لأن الحق أنها لا صدر لها إلا ان عملت كان او كليس او عرض لها صدر بعارض ما ومعنى فاكهون متلذذون، وعن ابن عباس فرحون وقل معجبون بما هم فيه وفي تنكير شغل وتقديمه تعظيم لما يشتغلون به واعلام بأنه لا تحيط بكنهه العبارة كيف وقد خلصوا من هول المحشر ونجوا من الشقاوة ومن كل خوف وتعب ووصلوا النعيم الدائم وضم شين شغل واسكان غينه قراءة نافع وابن كثير وابي عمرو وقرأه الباقون بضمهما مصدرا كالأول أو جمع له ويجوز كون الأول مخففا منه وقرىء شغل بفتحهما وقرىء شغل بفتح فاسكان وقيل كل ذلك مفرد ولغات وقرأه يعقوب في رواية باسقاط ألف فاكهون فيكون صفة مبالغة كحاذر وحذر وقرىء فكهون باسقاطها وضم الكاف كحدث وحدث بكسر الدال وضمها أي شاب وإذا أردت ذكر السن قلت حديث السن وكنطس ونطس بكسر وضم أي مبالغ في الطهارة وفي النظر في الأمر وقرىء فاكهين وفكهين بكسر الكاف والنصب على الحال من ضمير الاستقرار في شغل وفي هذا دليل على أن في شغل خبر أول وفي قراءة رفع فاكهون وفكهون لا حال.