خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ
١٢
-الصافات

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ بل عجبت } يا محمد من اعراضهم عن الحق كان صلى الله عليه وسلم يظن أن كل من سمع القرآن يؤمن به ولما سمعه المشركون لم يؤمنوا فعجب من ذلك ومن تكذيبهم اياه ويل للانتقال من غرض إلى آخر وهو تعجبك وسخريتهم كما قال.
{ ويسخرون } من تعجبك وتصديقك واثباتك للبعث ولقدرة الله وقيل المعنى انك يا محمد عجبت بما اعطيت من القرآن وسررت به وعددته شيئا عظيما والمشركون لا يعدونه شيئا وانما يتخذونه مسخرة وقرأ حمزة والكسائي بضم التاء، اما على اضمار القول أي بل قل يا محمد عجبت فما بعد هذا مستأنف أو اما على أن التعجب من الله والتعجب منه سبحانه وتعالى بمعنى استعظام الامر استعظم الله ما اتاه محمد او استعظم انكارهم.
قال الحسن ابن الفضل: التعجب من الله انكار الشيء وتعظيمه وهو لغة العرب عبر عن الاستعظام بالعجب لأن الاستعظام لازم للتعجب في الجملة فإن التعجب روعة تعتري الانسان عند استعظام الشيء فعبر بالملزوم عن اللازم وأما التعجب على اصله فحال عن الله لأنه عن جهل وقد يوصف الله بالعجب على معنى الرضا كقوله صلى الله عليه وسلم يعجب الله من الشاب ليست له صبوة وفي رواية يعجب ربكم من شاب ليست له صبوة وقد يوصف به على معنى الانكار ورد في الحديث عجب ربكم من آلكم وقنوطكم وسرعة اجابته لكم والال أشد القنوط وهو بضم الهمزة ويطلق على الطعن ويجوز تقدير مضاف في قراءة الضم أي بل عجب رسولي وكان شريح يقرأ بالفتح ويقول إن الله لا يعجب وانما يعجب من لا يعلم.
فقال النجعي: ان شريحا كان يعجبه علمه وعبدالله اعلم يريد عبدالله بن مسعود وكان يقرأ بالضم وقد قال الجنيد كقول شريح سئل عن الآية فقال ان الله لا يعجب من شيء ولكن وافق رسوله ويجوز ان يحمل الضم على تجبيل العجب وفرضه.