خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ ٱلشَّيَاطِينِ
٦٥
-الصافات

هميان الزاد إلى دار المعاد

وقالوا ما اشبه هذا بالذي يقول ابن الزبعري.
قال الشيخ هود: كلما ذكر في السورة المكية من ظلم او جرم او فسق او ضلال فهو فسق الشرك وظلمة وما ذكر في السورة المدنية فقد يكون نفاقا وقد يكون شركا واصل الجحيم قعرها وقرىء أنها شجرة نابتة في أصل الجحيم روي أنها في قعر النار واغصانها ترتفع إلى دركاتها وقال الشيخ هود بلغنا إنها في الباب السادس وانها تحيي بلهب النار كما يحيي شجركم ببرد الماء ولا بد من ان ينحدر اليها من كان فوقها فيأكلوا منها وطلعها ثمرها وإنما سمي ما يخرج منها طلعا تشبيها لها بالنخلة فاستعير لما يخير منها اسم ما يخرج من النخلة والجامع الشكل او الطلوع وسمي الطلع طلعا لطلوعه ويجوز ان يراد بالطلع الوعاء الذي على الثمر وهو الذي رائحته ورائحة المني متقاربتان فيكون ثمر شجرة الزقوم يخرج في الكفري ثم ينفتق عنه الكفري وإنما شبه طلعها برؤوس الشياطين تقبيحا لمنظره ودلالة على تناهيه في الكراهة والخسة لان الشياطين مكروه مستقبح في طباع الناس ولو لم يروه لاعتقادهم أنه شر محض لا يخلطه خير وقد شبه امرؤ القيس اسنته بانياب الغول في قولهم:

ايقتلني والمشرفي مضاجعيومسنونة زرق كانياب اغوالي

وكانوا إذا أرادوا تقبيح شيء قالوا كأنه وجه شيطان وقالوا كأنه رأس شيطان كما أنهم إذا استحسنوا شيئا وبالغوا كأنه ملك كما قلن ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم وقيل الشيطان حية هائلة قبيحة المنظر عرجاء قيل ولها عرف كعرف الديك وذلك انطلع كرية خبيث مثل رؤوس هذه الحيات، وروي ان العرب تسمي الحية القبيحة المنظر شيطانا وقيل أن بين مكة واليمن شجرة قبيحة منتنة تسمى رؤوس الشياطين وتسمى الاستن وهي خشنة مرة وما سميت هذه الشجرة رأس شيطان إلا تشبيها لها برأس الشيطان الذي هو بعض الجن ثم شبهت أنها شجرة الزقوم.