خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَهَلْ أَتَاكَ نَبَؤُاْ ٱلْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُواْ ٱلْمِحْرَابَ
٢١

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَهَلْ } استفهام معناه التعجب والتقرير بما عنده من الاتيان أو عدم الاتيان أو الاستبطاء وعلى كل حال فالمراد التشويق الى استماع ما بعده وهو مجاز فان (هل) ونحوها وضعت للاستفهام الحقيقي وانما استعملت فى غيره كالتعجب توسعاً بجامع الجهل فانه كما أن المستقيم تحقيقاً جاهل بما يستفهمون عنه كذلك المتعجب مثلاً جاهل بالسبب وانما يصرف التعجب للمخاطب تعالى الله عنه* { أَتَاكَ } يا محمد* { نَبَأُ } أى خبر* { الْخَصْمِ } مصدر فى الأصل ولذلك يطلق على الواحد وغيره كالمصدر يطلق على القليل والكثير وأطلق هنا على الجمع أو الاثنين* { إِذْ تَسَوَّرُواْ الْمِحْرَابَ } أي علوا سوره والسور القطعة من البناء المحيطة يقال تسورت الحائط أي علوته بالصعود عليه كما يقال تسنمت البعير أي علوت سنامه والمحراب الغرفة والبيت يتعبد فيها أو قبة أو المسجد أو الموضع الرفيع من القصر أو المسجد والمراد محراب داود والمتسور ثلاثة بل مع كل واحد من الخصمين جماعة أو اثنان فقط وعبر عنهما بالواو و (اذ) ظرف ماض متعلق بمضاف محذوف أي نبئه تحاكم الخصم اذ تسوروا أو متعلق بـ (نبئه) لتأويله بالواقع ويقدر مضاف أي قصة الواقع في عهد داود أو متعلق بالخصم لانه فى معنى الذين تخاصموا أي المتخاصمين لا متعلق بأتاك لان اتيان النبأ بالتسور لم يكن في ذلك الزمان الماضي وانما تسوروا عليه حين منعهما الدخول من الباب لشغله بالعبادة فيما تسوروا إلا بعد منعهم من الدخول منه ولا خلاف أن هؤلاء الخصم ملائكة بعثهم الله ضرب مثلاً لداود ليختصموا اليه فى نازلة وقع فى مثلها على ما يأتي