خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَىٰ نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ ٱلْخُلَطَآءِ لَيَبْغِيۤ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ إِلاَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَٱسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ
٢٤

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ قَالَ } داود والله* { لَقَدْ ظَلَمَكَ } أخوك* { بِسُؤَالِ } أي باستجلاب { نَعْجَتِكَ } الواحدة* { إِلَى نِعَاجِهِ } التسع والتسعين واضافتها اليهن ولتضمين السؤال معنى الاستجلاب والاضافة تعدى بأل ونعجتك مفعولة أضيف اليه وانما أكد الظلم بالقسم واللام وقد مبالغة فى انكار فعل أخيه المخالط له وانما قال ذلك بعد اعتراف الخصم الاخر أو التقدير لقد ظلمك ان كان له الأمر كما يقول* { وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطَآءِ } أي الشركاء المتخالطين في الاموال* { لَيَبْغِى بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ } أي يظلم بعضهم بعضاً فيما تخالطوه أخبر بوقوع ذلك ليحذر وقريء بفتح الياء بعد الغين على تقدير نون التوكيد للحقيقة مدلولاً عليها بالفتح فان كان أوقف فالوقت هنا لا يحسن والا فحذفها لغير وقف ولا ساكن نادر ومنه كالضرورة قوله (أن اضرب عنك الهموم طارفها) وقوله: كما قيل اليوم خالف تعرف بفتح باء اضرب وفاء خالف وقريء بحذف الياء مدلولاً عليها بالكسرة* { إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ } فانهم لا يظلمون أحداً* { وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ } (ما) زائدة لتأكيد القلة أو اسم نعت لقليل أي قليل عظيم فى الشأن أو في القلة وقليل خبر وهم مبتدأ وقيل (ما) زائدة للابهام والتعجب من قلتهم والتعجب من داود وهي أشد الاعمال ذكر الله على كل حال والانصاف من نفسك ومواساة الأخ في المال* { وَظَنَّ } أي رجح وقيل علم* { دَاوُدُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ } بتشديد النون ادغاماً لنون الفعل في نون الضمير.
وقرأ أبو عمرو في رواية علي بن نصر بالتخفيف فالضمير الألف راجعاً للخصمين والجمهور على الأول أي اختبرناه أو أوقعناه في فتنة وبلية أو ابتليناه بالذنب وامتحناه بتلك الحكومة هل ينتبه.
قال المفسرون: تمنى داود يوماً منزلة آبائه ابراهيم واسحق ويعقوب فقال: يا رب أرى الخير ذهب به آبائى. فقال: لصبرهم على البلاء ابتليت ابراهيم بنمرود وذبح ابنه اسماعيل أو اسحاق، واسحاق أيضاً بذهاب بصره ويعقوب بالحزن على يوسف وذهاب بصره فقال: لو بليتنى لصبرت على مثل ذلك فقال: أبلوك في شهر كذا في يوم كذا فلما كان اليوم دخل محرابه وأغلق الباب وجعل يصلي ويقرأ الزبور فجاءه الشيطان في صورة حمامة من ذهب فيها كل لون حسن جناحاها من الدر والياقوت والزبرجد فوقعت بين رجليه فأعجبه حسنها فمد يده ليريها بني اسرائيل فينظروا قدرة الله فطارت ووقعت حيث يطمع فيها فمد يده فطارت الى كوة، فذهب ليأخذها فطارت فاتبعها بصره ليرى أين تقع فيبعث من يصيدها فأبصر امرأة في بستان على شط بركة تغتسل وقيل رآها على سطح لها ولم ير مثلها فأبصرت ظله فنفضت شعرها فغطى بدنها فزاده ذلك عجباً فسأل فقيل تشايع بنت شايع امرأة أوريا بن حنان وزوجها في غزوة بالفلقاء مع أيوب بن صوريا ابن أخت داود فكتب الى ابن أخته أن يبعث أوريا الى موضع كذا ويقدمه أمام التابوت وكان من قدم أمامه لا يحل له أن يرجع الى ورائه حتى يفتح أو يموت فبعثه ففتح له فكتب الى داود بذلك فكتب اليه أن ابعثه الى عدو كذا وكذا وكان أشد فبعثه فمات في المرة الثالثة فلما انقضت عدتها تزوجها وولدت سليمان.
وهذا الابتلاء بالخصمين كان بقليل بعد دخوله على المرأة وهذه القصة زعمها بعض مروية عن ابن عباس رضي الله عنهما وقتادة. وقال بعضهم ان الطائر من الجنة وعن بعض أنه أرسل أوريا الى الجهاد مراراً لذلك حتى مات وأول بعضهم ذلك بأنها حينئذ لم تكن زوجة أوريا بل خطبها فقط فسموها زوجته واستنزله عنها وهي زوجته وكان ذلك حلالاً عندهم فيما قيل وقيل: استنزله ولم يحل له وذلك كله افتراء يجب تنزيه داود عنه وانما أثبته الاحباريون من أهل الكتاب ونقله بعض المفسرين ولا يلتفت اليه.
وروي عنه صلى الله عليه وسلم:
"ان من حدث بحديث ما يرويه القصاص جلدته ماية وستين جلدة" وهكذا. روى عن علي وذلك حد الفرية على بنى ضعف حد الافتراء على الغير ولو نسب ذلك الى واحد من الناس لاستنكف منه فكيف بأمين صفي لله نبي ولا دليل عليه فى الكتاب ولا فى السنة وقد أثنى الله على داود قبل هذه القصة وبعدها فكيف يذمه بين مدحه ولو جرى هذا فى كلام أحد لاستهجنه العقلاء فكيف يقع فى كلام الله؟ وقيل: ان داود أحب أن يقتل أورياء فيتزوج امرأته واعترض هذا وما تقدم بأنه منزه عن السعي في أن يقتل مسلماً بغير حق وعن الطمع في زوجته حتى يتوصل بذلك وعن محبة قتل مسلم.
وروي عن ابن مسعود أنه التمس من الرجل أن ينزل عن امرأته أي يطلقها قيل: وكان ذلك حلالاً في ذلك الزمان ولكن عاتبه الله وأنكر شغله بالدنيا ورغبته فيها حتى كان منه ذلك وقد أغناه الله بتسع وتسعين.
وحكى هذا القول عن علماء محققين من أهل التفسير وقيل: انه جزأ الدهر يوماً لنسائه ويوماً للعبادة ويوماً لبني اسرائيل يذاكرهم ويذاكرونه ويتباكون ويوماً للقضاء فجاء يومهم وقالوا هل يأتي على الانسان يوم لا يصيب ذنباً فأضمر في نفسه أنه يطيق ذلك فهذا ذنبه وقيل ذكروا فتنة النساء فأضمر انه ان ابتلي صبر وامتنع ولما كان يوم عبادته جاءته الحمامة وفعل ما مر أولاً وقيل: تمنى أن تكون امرأة أورياء له فلما بلغه موته لم يجزع كما جزع على غيره من جنده فتزوجها فذنبه عدم جزعه وذنوب الأنبياء وان صغرت عظيمة عند الله وقيل أن أورياء خطبها ووطن عليها فلما غاب خطبها داود فتزوجته لجلاله فاغتم أورياء لذلك فعاتبه الله لكونه لم يترك هذه التي هي واحدة لخاطبها وعنده تسع وتسعون ولخطبته على خطبة أخيه وللرغبة ولعل الخطبة على خطبة المسلم حلال عندهم ويدل على هذا القول قوله
{ { وَعَزَّنِى فِى الْخِطَابِ } وقيل: إنه لما قال: لو بلوتني لصبرت بعث الله الملكين فتسوروا عليه فتحاكما وقضى للأول قبل سماع قول الآخر بقوله: { لقد ظلمك بسؤال }... الخ، ولا حمامة ولا امرأة وانما مثل مثالاً وقيل: بثبوتهما والذنب الحكم قبل السماع وقيل: حكمه رجلان فحكم قبل السماع وقيل: انه ما زال يجتهد فى العبادة حتى برز له حافظاه من الملائكة فكانا يصليان معه فاستأنس بهما فقال: بم وكلتهما؟ فقالا: نكتب صالح عملك ونوفقك ونصرف عنك السوء فقال في نفسه ليت شعري لو خليت ونفسي وتمنى ذلك ليعلم كيف يكون فأمرهم باعتزاله ليعلم بأنه لا غنى به عن الله ففقدهما فجد واجتهد الى أن ظن أنه غلب نفسه فأراه الله ضعفه بارسال الطائر المذكور والقصة المذكورة وقيل: قال لبني اسرائيل: أعدلن بينكم ولم يستثن فابتلي وقيل: أعجبه عمله فأرسل اليه ملكين في صورة رجلين قيل جبرائيل وميكائيل فطلبا الدخول فمنعهما الحرس فتسوروا عليه وهو يصلي وقيل: تسور قوم لقتله فوجدوا عنده ناساً فادعيا التخاصم فعلم غرضهم فأراد الانتقام فظن أن ذلك ابتلاء من الله* { فاستغفر ربه } أي سأله الغفران ولذا تعدى ومن قدر اللام فعلى معنى الخضوع أو معنى أنه قال لربه اغفر لي والفتن والاستغفار والانابة والغفران ولو دل على الذنب لكن لا ذنب غير أن مقام النبوة أشرف المقامات فيطالبون بأكمل الاوصاف فاذا نزلوا عنها الى طبع البشر عاتبهم الله وغفر لهم كما قيل (حسنات الأبرار سيئات المقربين) بل قد قيل: (أنه ما فعل ولكنه هم).
قال ابن عباس: لما دخل عليه الملكان فقضى على نفسه تحولا عن صورتهما وعرجا وهما يقولان يقضي الرجل على نفسه وهو يرى خروجهما وقيل: لما قضى تبسما وذهبا ولم يرهما فعلم أنه معنى { فاستغفر ربه }* { وَخَرَّ رَاكِعاً } أي ساجداً وعبر بالركوع عن السجود لان فيه انحناء كالسجود وقيل خر راكعاً ثم سجد ومكث فى سجوده أربعين ليلة باكياً حتى نبت الزرع من دموعه وعلى رأسه وأكلت الأرض من جبهته وقال فى سجوده: رب زل داود زلة أبعد ما بين المشرق والمغرب، رب ان لم ترحم ضعف داود ولم تغفر ذنبه جعلت ذنوبه حديثاً فى الخلق من بعده سبحان الملك الاعظم الذي يبتلي الخلق بما يشاء سبحان خالق النور الهي بأي عين أنظر اليك أي الى رحمتك أو أنتظرها كما ينظر الظالمون من طرف خفي سبحان خالق النور الهي بأي قدم أقوم أمامك يوم القيامة يوم تزل أقدام الخاطئين سبحان خالق النور الهي من أين يطلب العبد المغفرة الا من عند سيده سبحان خالق النور الهي اني لا أطيق حر شمسك فكيف أطيق حر نارك سبحان خالق النور الهي اني لا أطيق صوت رعدك فكيف أطيق صوت جهنم سبحان خالق النور الهي الويل لداود من الذنب العظيم الذي أصاب سبحان خالق النور الهي كيف تستر الخاطئون بخطاياهم دونك وأنت تشاهدهم حيث كانوا سبحان خالق النور الهي قد علمت سري وعلانيتي فأقبل عذري سبحان خالق النور الهى اغفر ذنبي ولا تباعدني من رحمتك لهواني سبحان خالق النور الهى أعوذ بنور وجهك الكريم من ذنوبي التى أوبتني سبحان خالق النور الهى فررت اليك بذنوبى واعترفت بخطيئتي اللهم رب اغفر للخاطئين ولا تخزني يوم الدين سبحان خالق النور؛ وجاءه جبريل على تمام الأربعين يوماً التي سجدها ولم يأكل ولم يشرب فقال: ان الله قد غفر لك ما هممت به فدام على بكائه على هيئة من يصدق بالغفران فقال له ما أشبه أولك بآخرك! فقال داود علمت أن الله قادر ولكنه عدل لا يميل فكيف بأورياء اذا جاء يوم القيامة فقال ربي دمي الذي عند داود فقال جبرائيل ما سألت ربي عن ذلك وان شئت فعلت؟ فقال: نعم فعرج جبريل وسجد داود ما شاء الله ثم نزل جبريل فقال: سألت الله يا داود عن الذي أرسلتني اليه فقال: قل لداود أن الله يجمعكما يوم القيامة فيقول له هب لي دمك الذي عند داود فيقول هو لك يا رب فيقول فان لك في الجنة ما شئت عوضاً وقيل: نودي يا داود أجائع أنت فتطعم أم ظمآن فتسق أم مظلوم فتنصر فاشتد عليه الأمر لأنه أجيب في غير مطلب فنحب نحبة احترق لحرها العشب ثم أنزل توبته وقيل: قال الله (قد غفرت لك) فقال كيف وأنت لا تظلم أحداً؟ فقال: اذهب الى قبر أورياء فناده وأنا أسمعه نداءك فتحلل منه فانطلق وقد لبس المسوح حتى جلس على قبره ونادى يا أورياء فقال من ذا الذي قطع عليّ لذاتي وأيقظني؟ قال: أنا داود قال ما جاء بك يا نبي الله؟ قال أسألك أن تجعلني في حل مما كان مني اليك قال وما كان منك اليّ قال: عرضتك للقتل قال: عرضتني للجنة فأنت في حل فأوحى الله يا داود ألم تعلم أني حكم عدل لا أقضي بالتعنت الا ما أعلمته انك قد تزوجت امرأته فرجع فناداه فأجابه من ذا الذي قطع عليّ لذتى قال أنا داود قال يا نبي الله أليس قد عفوت عنك؟ قال نعم ولكني فعلت بك لمكان امرأتك أي لمكانها في قلبي وقد تزوجتها فسكت ولم يجبه فدعاه مرة أخرى فلم يجبه فدعاه فلم يجبه فقام عند قبره يحثو التراب على رأسه قائلاً الويل لداود اذا نصبت الموازين بالقسط؛ سبحان خالق النور! الويل لداود حين يسحب على وجهه مع الخاطئين الى النار سبحان خالق النور. فأتاه نداء من السماء يا داود قد غفرت ذنبك ورحمت بكاءك واستجبت دعاءك وأقلت عثرتك قال يارب كيف وصاحبي لم يعف عني؟ قال يا داود أعطيه من الثواب يوم القيامة مالم تر عيناه ولم تسمع أذناه فأقول له ارض عن عبدي وقيل: يقول ارض يا عبدي فيقول يا رب من أين لى هذا ولم يبلغه عملي؟ فأقول هذا عوض عن عبدي داود فاستوهبك منه فيهبك لي فقال الآن قد عرفت أنك غفرت لي فذلك قوله: { فاستغفر ربه وخر راكعاً }.. الخ. أي ساجداً كما مر أو راكعاً ثم ساجداً كما مر أو خر مصلياً والوجه الأول أن في الركوع انحناء كما في السجود أو لانه متصل بالسجود ومبدى له ووجه تفسيره بالمصلى أن الركوع بعض الصلاة وكأنه أحرم بركعتي الاستغفار* { وَأَنَابَ } أى رجع الى الله بالتوبة وهذا تمام آية السجدة وهذه السجدة من عزائم السجود عندنا معشر الاباضية وعند أبي حنيفة وأحمد وفي رواية عنه وثبت سجود النبي صلى الله عليه وسلم فيها وقال سجدها داود توبة ونسجدها شكراً.
وعن مجاهد: سألت ابن عباس عنها فقال: وما نقرأ
{ { ومن ذريته داود وسليمان } الى { { فبهداهم اقتده } فكان داود ممن أمر نبيكم أن يقتدي به فسجدها داود وسجدها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال له أبو سعيد الخدري: رأيت أنى في النوم أكتب سورة (ص) فلما بلغت (وأناب) سجد القلم ورأيت في منام آخر شجرة تقرأ سورة (ص) فلما بلغت (وأناب) سجدت وقال اللهم أكتب لي بها أجراً وحط عني بها وزراً وارزقني بها شكراً وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود فقال صلى الله عليه وسلم "وسجدتها أنت يا أبا سعيد قال: لا، قال: أنت أحق بها من الشجرة" ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم الآية فسجد، فقال: كما قالت الشجرة.
وروي عن ابن عباس: جاء رجل اليه صلى الله عليه وسلم وقال رأيت في المنام أني أصلي خلف شجرة فسجدت فسجدت الشجرة لسجودي وسمعتها تقول: (اللهم أكتب لي بها أجراً وحط بها عني وزراً واجعلها لي عندك ذخراً وتقبلها منى كما تقبلتها من عبدك داود) وليس في هذه الرواية تعيين سجدة الرجل وهل هي سجدة الصلاة أم بعد التلاوة.
قال ابن عباس: فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ (السجدة) فسجد فسمعته يقول في سجوده مثل الذي أخبره الرجل عن قول الشجرة.
وقال الشافعي: ليست سجدة (ص) من عزائم سجود التلاوة لانها توبة نبي فلا يجب سجودها، وكذا روي عن أحمد وابن عباس ويؤيده رواية أبى سعيد الخدري
"بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ على المنبر سورة (ص) ولما بلغ السجدة نزل فسجد وسجد الناس معه ولما كان في يوم آخر قرأها وبلغ السجدة فتشوف الناس للسجود أي تهيأوا فقال صلى الله عليه وسلم انما هي توبة نبي ولكن رأيتكم تشوفتم" فنزل فسجد فسجدوا وقرأ انابة داود وغفران الله له المشار اليه بقوله { فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ }