خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ فَنَادَواْ وَّلاَتَ حِينَ مَنَاصٍ
٣

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ كَمْ } للاخبار والتكثير مفعول (لأهلكنا) والمراد الوعيد كأنه قيل: نهلككم كما { أَهْلَكْنَا } كثيراً* { مِّن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ } لكفرهم واستكبارهم عن الايمان كما كفر الكثير المهلك قبلهم فذلك وعيد على الكفر والمراد بالقرن أمة من الأمم الماضية* { فَنَادَوا } الفاء بمعنى الواو أو لترتيب الاخبار أو على أصلها أي أردنا اهلاكهم أو وجهنا الاهلاك اليهم فنادوا أي استغاثوا وتابوا واستغفروا حين نزول العذاب عليهم والواو في قوله: { وَّلاَتَ حِينَ مَنَاصٍ } واو الحال منفكة عنها واو الجماعة قبلها أو مدغمة فيها و (لا) نافية و (التاء) زائدة لتأكيد النفي كما تزاد فى ثم (ثمت) وهي مفصولة والوقف عليها وقد كتبت فيما ذكره ابن جرير متصلة بالحين (لا تحين مناصاً) فى كتاب عثمان وفيه خروج عن قياس الكتابة (ولا تحين مناص). وقرأ الجمهور بنصب (حين) (لات الحين حين مناص) أي ليس الحين الذي نادوا فيه حين مناص أو عملت عمل (ان) و (حين) اسمها وخبرها محذوف أي لهم أو مهملة وحين مفعول لمحذوف أى (لا أرى حين مناص) وقرئ برفع (حين) على أنه اسم أو على أنه مبتدأ ويلزم هذا الأخير عدم تكرار (لا) مع أنها أهملت ودخلت على الاسمية الا أن يخصص وجوب التكرار بغير لات، وقرئ بالجر فقال الفراء: ان (لات) تجر الحين، وقيل الكسر بناء لاضافة الحين للمناص المضاف للمبني تقديراً أي مناصهم والمضاف للمبنى يجوز بناؤه، وقرئ (لات) بالكسر على أصل التقاء الساكنين والكوفيون يقفون عليها بابدال التاء هاء والبصريون يقفون بالتاء كتاء الافعال نحو (ثبت وخبت ومات) وبسطت الكلام على ذلك فى حاشية شرح الشذور وغيرها (والمناص) المفر أي الفرار وهو مصدر ميمي بمعنى المنصوص والمراد أنه أهلكنا كثيرا مما سبق زمانهم زمان كفار مكة ونادوا حين لا ينفعهم نداء وهم وحين لا ملجأ لهم ولا نجاة ولم يعتبر كفار مكة بهم حتى وقع بهم مثل ذلك.
قال ابن عباس: كان كفار مكة اذا قاتلوا فاضطربوا فى الحرب قال بعضهم لبعض: (مناص) أي اهربوا وخذوا حذركم فلما نزل العذاب ببدر قالوا: (مناص ولات حين مناص)