خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَٱذْكُرْ عَبْدَنَآ أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ ٱلشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ
٤١

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَاذْكُرْ عَبْدَنَآ أَيُّوبَ } بدل كل أم بيان وهو ابن عيص بن زعربد بن عيص بن اسحق وامرأته ليا بنت يعقوب* { إِذْ } بدل اشتمال من عبد على اجازة تعدد البدل أو من أيوب على اجارة الابدال من البدل واذ جعلنا أيوب بياناً فلا اشكال في ابدال (إذ)* { نَادَى رَبَّهُ أَنِّي } أي بأني* { مَسَّنِيَ } بفتح الياء وقرأ حمزة باسكانها وحذفها لالتقاء الساكنين وصلا وفي ذلك حكاية تكلم وهو صحيح لا التفات فيه كقولك قال زيد (اني قائم) وزعم بعض أن الاصل (أن أمسه) كان للالتفات (السكاكي) من التكلم الذي هو مقتضى الظاهر الى الغيبة فتفطن لمثل هذا* { الشَّيْطَانُ } نسب المس اليه مع أن فاعله الله لانه سبب بوسوسته في مس الله أيوب اذ تبع الشيطان في وسوسته وليس للشيطان تسليط سوى الوسوسة وقد راعى أيوب الأدب فى دعائه حيث لم ينسبه الى الله في دعائه مع أنه فاعله فلا يقدر عليه الا هو كأنه لو نسبه اليه لكان كالمشتكي بربه وذلك أن الشيطان وسوس له فأعجب بكثرة ماله فلما أطاعه فى الاعجاب مسه الله* { بِنُصْبٍ } بضم النون وسكون الصاد وقرأ يعقوب بفتح النون وسكون الصاد (بنَصْب) على أنه مصدر وقرأ (نَصَب) بفتحها وهو لغة وبضمهما تثقيلاً للفظ لثقل المعنى أو جمع وهو العنت والمشقة { وَعَذَابٍ } أي مرضه وما قاسى فيه من أنواع الوصب وقيل: النصب في البدن والعذاب في ذهاب الأهل والمال وقيل: بالعكس وقيل النصب الضر والعذاب والألم وذلك أنه ذهب ماله وولده وصحته، وقيل: تعرض ابليس لأهله أن تشرك بالله وكان هذا أشد عليه من مرضه فهو النصب والعذاب، وقيل: وسوس الشيطان الى أصحابه فرفضوه وأخرجوه من دورهم فذلك النصب والعذاب، وقيل: وسوس اليه فى مرضه لعظمه بالقنوط وتعظيم المرض وأغراه على الجزع فهذا نصبه وعذابه وقيل: أنه يعوده ثلاثة فارتد أحدهم فسأل عنه فقيل وسوس اليه الشيطان أن الله لا يبتلي الانبياء والصالحين، وقيل: لم يبله للاعجاب بل لأن رجلاً استغاثه فلم يغثه وهو مظلوم، وقيل: لانه كانت مواشيه في ناحية ملك كافر فداهنه ولم يغزه.
وأنا أقول حاشاه عن ذلك. وقيل: سبب البلاء أنه سأل الله أن يبتليه فيصبر فلم يقدر فسأل الله أن يفرج عنه، وقيل: (مس النصب والعذاب) هو سؤاله للابتلاء وكأنه اعترف بالذنب ولما انقضت مدة بلائه قيل له