خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَىٰ لأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ
٤٣

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ } أي جمعناهم بعد تفرقهم أو أحييناهم بعد موتهم وقيل لم يجمعهم ولم يحيهم بل خلق له مثلهم* { وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ } فكان له أهلان* { رَحْمَةً } مفعول لأجله والمراد الانعام* { مِّنَّا وَذِكْرَى لأُوْلِى الأَلْبَابِ } أى ولتذكير أولي العقول أي وهبنا له لأجل الرحمة له ولأجل تذكير أولي الألباب ليصبروا على البلاء فارحمهم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما قال عبد قط اذا أصابه هم أو حزن اللهم اني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض فيَّ حكمك عدل فيَّ قضائك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به فى علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي وغمي الا أذهب الله همه وأبدله مكان حزنه فرجاً، قالوا يا رسول الله ينبغي لنا أن نتعلم هذه الكلمات قال: أجل ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن" وفى رواية: "أنا عبدك وابن أمتك ناصيتي فى قبضتك" وفيها قال رجل من القوم: ان المغبون لمن غبن هؤلاء الكلمات فقال: أجل فقولوهن وعلموهن من قالهن التماس ما فيهن أذهب الله تعالى حزنه وأطال فرحه و (ماض) خبر مقدم و (فيّ) متعلق به و (حكمك) مبتدأ أو (فى حكمك) جار ومجرور متعلق بماض وماض خبر محذوف أي أنت ماض وكذا في قوله (عدل) في (قضائك) والمراد بالأهل ما شمل المال ماشية وغيرها وفي قوله: (سميت به نفسك) اشارة الى خلق أسمائه وفيه بحث قيل وفى الآية حذف أي { { فاستجبنا له ووهبنا } وزعم بعضهم أن الهبة وعد فى الآخرة والأكثرون أنها في الدنيا.
وروي أن أيوب كانت زوجته رحمة بنت افرائيم بن يوسف مدة مرضه تختلف اليه فيتلقاها الشيطان في صورة طبيب ومرة فى هيئة ناصح وغير ذلك فيقول لها: (لو سجد هذا المريض للصنم الفلانى لبرئ) ويعرض عليها وجوهاً من الكفر، وقال لها يوما: (أسجدي لي يبرأ) وربما عرضت عليه ما قال فيقول: (لقيت عدو الله في طريقك) فلما غضبت لهذا ونحوه حلف لئن برئ من مرضه ليضربنها مائة سوط ولما برئ أمره الله أن يأخذ ضغثاً فيه مائة قضيب فيضربها به ضربة واحدة فيبر بيمينه وقيل: حلف بذلك لانها ذهبت فى حاجة فأبطأت وقيل كان ذلك مع زوجته ليا بنت يعقوب وذلك قوله