خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَٱلَّذِي جَآءَ بِٱلصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُتَّقُونَ
٣٣
-الزمر

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَالَّذِى جَآءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ } هو النبي صلى الله عليه وسلم فالجمع في قوله* { أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ } الحاذرون للشرك والمعاصي للتعظيم كما قيل إن الجمع في (رب ارجعون) للتعظيم وقيل المراد النبي ومن آمن معه كما أريد بموسى هو وقومه فى قوله { { ولقد آتينا موسى الكتاب لعلهم يهتدون } فيما زعم بعض ولذلك جمع وقيل المراد الفريق الذي جاء فرد نظر اللفظ فجمع نظراً للمعنى ومعنى التصديق واضح ومعنى محبي الصحابة بالصدق تكلمهم ونقله لغيرهم، وقيل: { الذي جاء بالصدق } النبي والمصدق به غيره مراد به الفريق وأبو بكر أي الذي صدق به فحذف الموصول دون صلته بدلالة المذكور أجازه ابن مالك اذا عطف على مثله والكوفيون مطلقاً ومنع غيرهم قاله ابن هشام ويقال مثل هذا فى قول بعض { الذي جاء بالصدق } جبرائيل جاء بالقرآن والذي صدق به محمد صلى الله عليه وسلم وقيل: { الذي جاء بالصدق } الأنبياء وهم المصدقون به أي المخوفون به غيرهم وقيل: { الذي جاء بالصدق } أهل القرآن يجيئون يوم القيامة وقد أدوا حقه فهم المصدقون به.
وقال ابن عباس: الذي جاء بالصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم والصدق لا اله الا الله وتصديقه به تبليغه وقرئ و (صدق به) للتخفيف أي وصدق به الناس أي أداه اليهم من غير كذب أو تحريف على حد صدقنا وعده وقيل: صار صادقاً به لانه معجزته وقرئ (صدق به) بالبناء للمفعول والتشديد وقرئ والذين جاءوا بالصدق وصدقوا به ونسب لابن مسعود وقول بعضهم ان الذي في الآية أصله (الذين) حذفت نونه يرده الافراد فى (جاء وصدق) الا أن أراد أن الأصل أن يقول (الذين) بالنون ويجمع في (جاء وصدق) وأتى بالذي اسم جنس وأفرد فيهما نظراً للفظ؛ وقول بعضهم أن المراد (بالصدق على) يرده أفعاله بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.