خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَيُنَجِّي ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوْاْ بِمَفَازَتِهِمْ لاَ يَمَسُّهُمُ ٱلسُّوۤءُ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ
٦١
-الزمر

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَيُنَجِّى اللهُ } وقرئ (ننجى) بالنون واسقاط لفظ الجلالة* { الَّذِينَ اتَّقَوْا } الله أي أطاعوه أو الشرك والمعاصي أي حذروها أي ينجيهم من جهنم واسوداد الوجوه ذكر حالة المتقين ونجاتهم ليعادل حالة الكفار وشقاوتهم وذلك ترغيب فيها وترغيب عن تلك والاشياء تبين بأضدادها فوجوه المتقين مبيضة بل كلهم كالكافر مسود وخص الوجه لانه معطفه وموضع الزينة { بِمَفَازَتِهِمْ } مصدر ميمي أي بسبب فوزهم أي فلاحهم وظفرهم والمصدر يصلح للقليل والكثير وقيل مصدر ميمي بمعنى النجاة تخصيصاً بأنهم أقسامها وقيل العمل الصالح وعليه ابن عباس وسماها بمفازة أي فوز لانها سببه وقيل اسم مكان أي موضع الفوز أي بالطريق التى تؤدي بهم الى الفلاح أو النجاة وقرأ أبو بكر وحمزة والكسائى والكوفيون (بمفازاتهم) جمع مؤنث سالم مطابقة لجمع المضاف اليه وتصريحاً بأن لكل متق مفازة وجعل الباء للسببية يغنى عن قول بعضهم بتقدير مضاف وان الأصل بسبب مفازتهم وهي متعلقة بـ (ينجّي) ولا تعلق بـ (يمس) الا على القول انه للا صدر بلا وجملة { لاَ يَمَسُّهُمُ السُّوءُ } حال مطلقاً من (الذين) أو استئناف لبيان (المفازة) ان لم تعلق الباء به أي لا يصيبهم مكروه* { ولا هم يحزنون } وذلك هو فوزهم بمكانهم من الجنة لا يصيبهم سوء ولا حزن وهذه الاسمية معطوفة على الفعلية (فلا) زائدة أو مستأنفة فلا نافية وذكر (لا) قبلها مغن عن تكرارها ولو كان هذه مستأنفة لان المعنى متصل