خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

رَفِيعُ ٱلدَّرَجَاتِ ذُو ٱلْعَرْشِ يُلْقِي ٱلرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ ٱلتَّلاَقِ
١٥
-غافر

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ رَفِيعُ } خبر ثان لهو أو خبر لمحذوف* { الدَّرَجَاتِ } أي الصفات وعظم الصفات صفة معقولة أثبتها دلالة على الوحداينة فانه مرتفع الصفات عما سواه كله فلا شيء يشاركه فى الربوبية فرفع الدرجات كناية عن علو شأنه وقيل (رافع) درجات الأنبياء والأولياء والعلماء فى الدنيا والآخرة.
وقال ابن جبير: سماء فوق سماء والعرش فوقهن وقيل مصاعد الملائكة الى أن تبلغ العرش وهو دليل عزته وملكوته وعلى الأول فانما عبر بالدرجات افهاما للسامعين وقيل مصاعد الملائكة الى السموات وقرئ (رفيعَ) بالنصب على المدح* { ذُو الْعَرْشِ } خبر آخر دليل محسوس على الوحدانية فان من كان العرش الذي هو جسم عظيم السموات والكرسي والأرضون فيه كالدنانير فى الفلاة وقبضته لا يصح أن يشرك به وهو كامل القدرة حتى انه (ذو العرش) أي مالكه وخالقه وخص العرش بالذكر لانه أعظم*
{ يُلْقِى الرُّوحَ } خبر آخر للدلالة على أن الروحانيات أيضاً مسخرات لأمره باظهار آثارها وهو الوحي فى تمهيد النبوة بعد تقدير التوحيد.
قاله القاضي وأقول الالقاء الانزال والروح الوحي القرآن وغيره مما لم يتل. قاله الضحاك وقال السدي الروح النبوة ومكانتها ويجوز أن يكون الروح عاماً لكل ما ينعم الله به على عباده المهتدين في تفهم الايمان والمعقولات الشرعية وقيل الروح جبرائيل وسمى ذلك كله روحاً لان النفع به كالنفع بالروح فى البدن وبه تحيا الأرواح* { مِنْ أَمْرِهِ } بيان للروح على أن الروح الوحي لانه أمر بالخبر ومبدئه والآمر بالمد هو الملك المبلغ أو يتعلق بـ (يلقي) مطلقاً وقيل (من) بمعنى الباء. قال ابن عباس: أمره قضاه قال بعض ان جعلت الأمر جنساً للامور (فمن) للتبعيض أو (لابتداء الغاية) وان جعلنا الأمر من معنى الكلام (فمن) إما (لابتداء الغاية) أو بمعنى (الباء)* { عَلَى مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ } هو الأنبياء على أن الروح الوحي أو جبرائيل أو النبوة أو الصالحون كلهم على أن الروح ما أنعم الله به عليهم فى الايمان { لِيُنذِرَ } علة للالقاء { يَوْمَ التَّلاَقِ } أي ليخوف من ألقى الله عليه الروح الناس بيوم تلاقي أهل السماء والأرض والارواح والاجساد والعابدين والمعبودين والظالم والمظلوم ومعنى ملاقاة المعبود كالذي في
{ { ومن كان يرجو لقاء ربه } لكن لقاء بعض لقاء خير ولقاء بعض لقاء شر وقيل يلتقى الخالق والمخلوق وقيل الظالم والمظلوم وقيل المرء وعمله ويؤيد عود ضمير (ينذر) الى (لام التعليل) والقرب وقيل يعود الى (الله) وقيل الى (الروح) قيل واذا فسر الروح بما أنعم به على المسلمين فالضمير (لله) لا (لمن) وقرئ (لتنذر) بالتاء الفوقية خطاباً للنبي أو ارجاعاً للروح لانها تؤنث. وعن بعضهم انها قراءة الجمهور وان الياء التحتية قراءة أبيّ بن كعب وجماعة وقرئ (لينذر يوم) بالياء للمفعول والتحتية ورفع (يوم) وقرئ باسقاط ياء التلاقي