خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

ٱلْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَـسَبَتْ لاَ ظُلْمَ ٱلْيَوْمَ إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ
١٧
-غافر

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ } خيراً أو شراً قيل هذا دليل ان على المنادى بفتح الدال هو المجيب والآية نتيجة لكون (الملك لله) فيجزيها فى ذلك اليوم وذلك انهم يكتسبون بعقائدهم وأعمالهم هيئات توجب لذتها وألمها ولا تشعر بما أوجبته لشغل الكفلاء اياهم ومنعه لهداهم فاذا جاء ذلك اليوم زالت العوائق والشواغل لتدرك تلك اللذة والألم.
قاله القاضي وأعقب تلك النتيجة التي هي المجازاة ان الظلم مأمون بقوله* { لاَ ظُلْمَ الْيَوْمَ } بمجازاة أحد بما لم يفعل ولا ينقص ثواب المحسن والزيادة فى الجزاء على قدر عمل المسيء فكل ما يلقاه الشقي من العذاب المخلد طبق عمله وأعقب هذا ان الحساب لا يبطؤ بقوله* { إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ } يحاسبهم مرة كما يرزقهم مرة على كثرة لا يشغله حساب عن حساب لان حسابه المجازاة على الأعمال واظهار جزائها لهم والحكم عليها بها وهو بذلك فى الأزل السابق علم وعبر ابن عباس تمثيلاً بأنه اذا أخذ فى الحساب لم يقل أهل الجنة الا في الجنة ولا أهل النار الا في النار وما قيل انه يحاسبهم قدر نصف نهار الدنيوي اما تمثيل لسرعة واما حقيقة لكن لا للعجز عما دونه