خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَٱللَّهُ يَقْضِي بِٱلْحَقِّ وَٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْبَصِيرُ
٢٠
-غافر

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَاللهُ يَقْضِى بِالْحَقِّ } أي الذي هذه صفاته وأفعاله المالك الحاكم على الاطلاق لا يقضي الا بالعدل لاستغنائه عن الظلم لانه لا يقضي بشيء الا وهو حقه فهو يجازى الحسنة بعشر وأكثر والسيئة بواحدة وينصف المظلوم من الظالم وينعم بالجنة ويعذب بالنار { وَالَّذِينَ يَدْعُونَ } بالتاء الفوقية عند نافع وهشام وبالتحتية عند غيرهم والفوقية على اضمار قل أي قل (والذين تدعون) أو على الالتفات من الغيبة للخطاب ووجه اضمار قل تنزيهه نفسه عن خطابهم والمعنى والأصنام الذين تعبدون.
{ مِن دُونِهِ لاَ يَقْضُونَ بِشَيءٍ } وهذا تهكم بهم لان مالا يوصف بالقدرة لا يقال فيه يقضي ولا يقضي ولا يفعل ولا لا يفعل كما لا يقال الجدار تكلم ولا سكت وانما يوصف بعدم الفعل من يمكن صدور الفعل منه فكأنه قدر أصنامهم وفرضها انها مما يمكن منه القضاء ولم تقض وهذا على السخرية بهم* { إِنَّ اللهَ هُوَ السَّمِيعُ } لأقوال الخلق* { الْبَصِيرُ } بأفعالهم وسمع الله علمه بالاقوال فالبصير بعد السميع صفة خاصة بعد خاصة وفى الصفتين تقرير لقولهم بعلم ما يفعلون فيجازيهم وتعريض بما يدعون من دون الله بأنها لا تسمع ولا تبصر وابطال لما قد يفهمونه من تهكمه عليهم بقوله لا يقضون بئي من أنها بحيث توصف بعدم القضاء أو بالقضاء