خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

يٰقَوْمِ إِنَّمَا هَـٰذِهِ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ ٱلآخِرَةَ هِيَ دَارُ ٱلْقَـرَارِ
٣٩
-غافر

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا } أي القصيرة القريبة الزوال* { مَتَاعٌ } أي شيء قليل يتمتع به ويزول قريباً أو يتمتع أي تمتع هذه الحياة الواناً تمتع قليل والتنكير للتحقير وثنى بتعظيم الآخرة وانها الوطن الدائم خيره وشره قائلاً* { وَإِنَّ } الحياة* { الأَخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ } الثبوت والدوم والباقى خير من الفاني فانه لو كانت الدنيا ذهباً فانياً والأخرى حزناً باقياً لكانت الآخرة خيراً من الدنيا فكيف والدنيا زخرف فان والاخرة ذهب باقى قال الغزالي من أراد أن يدخل الجنة بغير حساب فليستغرق أوقاته في الذكر والتلاوة والتفكر فى حسن المآب ومن أراد أن ترجح حسناته فليستوعب أكثر أوقاته فى الطاعة فان خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً فأمره فى خطر لكان الرجا غير منقطع والعفو منتظر.
هذا منه ترغيب والا فالعاصي والمطيع أمرهما في خطر والرجا والخوف لازمان لهما ويجوز أن يريد بالآخرة الدار اللا آخرة والمراد واحد ثم ثلث بذكر الاعمال الموجب قبيحها للعذاب وحسنها للتلذذ مرغباً بأن القبيح بمثله والحسن بلا حساب وانه لا ينفع الا مع الايمان.