خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ ٱلَّتِي وَعَدْتَّهُمْ وَمَن صَـلَحَ مِنْ آبَآئِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ
٨
-غافر

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِى وَعَدتَّهُمْ } اياها ومن جاز الاتصال مع اتحاد الرتبة اذا وجد اختلاف ما أجاز تقدير وعدتهما وقرئ (جنة عدن) بالافراد { وَمَن صَلَحَ } بفتح اللام وقريء بضمها.
{ مِنْ آبَآئِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ } وقرئ وذريتهم بالافراد عن سعيد ابن جبير ان الرجل يدخل الجنة قبل قرابته فيقول: أين أبي أين أمي أين ابني أين زوجتي فيلحقون به لصلاحهم ولتنبيهه عليهم وطلبه اياهم واشتياقه اليهم وقيل يقال له لم يعلموا عملك فيقول اني كنت أعمل لي ولهم فيقال لهم ادخلوها الجنة فاذا اجتمع بأهله في الجنة كان أكمل لسروره ولذاته.
وأقول: أما هذا على ظاهره فلا يصح لانه لا يدخل أحد بعمل أحد وقد قال المصطفي صلى الله عليه وسلم لعمه وبنته وغيرهما
"اعملوا لأنفسكم" وانما يلحقون به لصلاحهم كما قال ابن جبير ومعناه أن عملهم لا يدخلون به في ذلك الوقت لقصوره بل يبطئ بهم فيقال رحمة له ادخلوها الآن وقد سبق في علم الله دخولهم الآن فلم يخرج ذلك عن معنى الشفاعة.
{ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } معنى العزيز الغالب الذي لا يمتنع عليه مقدور والحكيم الذى يفعل ما تقتضيه الحكمة ومما اقتضته الوفاء بالوعد فمعزته لا يفعل الا بالحكمة