خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِّنَّا مِن بَعْدِ ضَرَّآءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَـٰذَا لِي وَمَآ أَظُنُّ ٱلسَّاعَةَ قَآئِمَةً وَلَئِن رُّجِعْتُ إِلَىٰ رَبِّيۤ إِنَّ لِي عِندَهُ لَلْحُسْنَىٰ فَلَنُنَبِّئَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِمَا عَمِلُواْ وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ
٥٠
-فصلت

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِّنَّا مِن بَعْدِ ضَرَّآءَ } ضارة له وهي شدة وبلاء ومعنى { أذقناه } آتيناه (والرحمة) نحو الغنى والصحة أو ازالة الضراء { مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ } جواب القسم المقدر قيل ان المدلول عليه باللام وزعم أبو البقاء انه جواب الشرط والفاء محذوفة وفيه حذفها في السعة واجابة الشرط مع تأخيره عن القسم والذي صححوه ان الجواب للسابق فجواب (ان) محذوف وقيل جواب القسم مغن عنه* { هَذَا } الذي أتاني { لِي } حيث استحققته بعملي وفضلي ودائم لي لا ينقطع تغلب عليهم كفرهم حتى أنساهم تقلب الدنيا بأهلها من خير الى شر* { وَمَآ أَظُنُّ السَّاعَةَ قَآئِمَةً } وهذا الكافر لم ير النعمة تفضيلاً من الله عليه وأنكر القيامة.
{ وَلَِئن رُّجِعْتُ إِلى رَبِّي } بفتح الياء عند نافع وأبي عمرو وسكنها غيرهما (رجع) هنا (متعد) ولذا بني للمفعول وكان نائبه ضمير المفعول* { إِنَّ لِي عِندَهُ لَلْحُسْنَى } بفتح اللام للتأكيد في اسم (ان) والجملة جواب القسم لسبعة ولذا لم تقرن بالفاء والمراد بالحسنى الكرامة وهي الجنة وما يريده فيها من نحو مال وبنين وذلك أنه قاس أمر الآخرة على أمر الدنيا وقال كما أعطاني في الدنيا يعطيني في الآخرة لاعتقاده ان ما أصابه في الدنيا لاستحقاق غير منفك عنه وعن بعض أن للكافر أمنيتين يقول في الدنيا { ولئن رجعت إلى ربي ان لي عنده للحسنى } وفي الآخرة
{ { يا ليتني كنت تراباً } واعلم ان الاماني على الله وترك الجد في الطاعة مذموم لكل أحد قال صلى الله عليه وسلم: "الكّيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله" { فَلَنُنَبِّئَنَّ } أي لنخبرن { الَّذِينَ كَفَرُواْ بِمَا عَمِلُواْ } وقال ابن عباس: فلنوقفن الذين كفروا على مساوئ أعمالهم ونبصرهم عكس ما اعتقدوا فيها (وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا) وذلك انهم ينفقون أموالهم رئاء الناس وطلباً للافتخار والاستكبار لا غير ويحسبون انما هم عليهم سبب الغنى والصحة وانهم مستوجبون بذلك عند الله كرامة قال شيخ الاسلام قوله { { وما أظن الساعة قائمة } لا ينافي اننا نظن الا ظناً لان المراد هنا نفي الظن الكامل بقرينة قائمة بدل (تقوم)* { وَلَنُذِيقَنَّهُم } شيئاً* { مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ } أي شديد وجملة (العذاب الغليظ) متوزعة على الكفار (ومن) للبيان أي أشياء هو عذاب غليظ ومن أجاز زيادة (من) في الاثبات (فعذاب) مفعول به ومن غلظه دوامه عليهم