خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَإِنْ أَعْرَضُواْ فَمَآ أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إِنْ عَلَيْكَ إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ وَإِنَّآ إِذَآ أَذَقْنَا ٱلإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ ٱلإِنسَانَ كَفُورٌ
٤٨
-الشورى

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ فَإِنْ أَعْرَضُواْ } عن الاجابة.
{ فَمَآ أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً } يحفظ أعمالهم فيجازيهم بها أي لست رقيباً ومحاسباً* { إِنْ عَلَيْكَ } أي ما عليك* { إِلاَّ الْبَلاَغُ } وقد بلغت وليس عليك سواه مثل أن تكرههم وقد نسخ ذلك بآية الجهاد وفى ذلك تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
{ وَإِنَّآ إِذَآ أَذَقْنَا الإِنسَانَ } أي الجنس بدليل مراعاة معنى الجمع في { وَإِن تصبهم } وان راعى لفظه في (فرح) ولم يرد الا المجرمين المشركين* { مِنَّا رَحْمَةً } نعمة كالصحة والغنى وأمور الدنيا* { فَرِحَ بِهَا } لانه لا همة له فى غير الدنيا* { وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ } قحط أو مرض وغيره من المكاره* { بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ } من القبائح* { فَإِنَّ الإِنسَانَ } المشرك ولو فسر هنا وهنالك بالمنافق والمشرك لصح والمراد فانه كفور ووضع الظاهر موضع الضمير للدلالة على أن الجنس موسوم بكفران النعمة ولهذا أيضاً وضع علة الجزاء مقامه أي وان تصبه سيئة بعمله نسى النعمة رأساً ويذكر البلية ويعظمها ولا يتأمل سببها لان الانسان* { كَفُورٌ } بليغ الكفران فان المشرك كفر كفر شرك لا يصبر على البلاء ولا يشكر على الرخاء لانه لا يؤمن بيوم الجزاء والمنافق كافر كفر نفاق تغلبت عليه شهواته فلم يصبر ويشكر وعبر (بإذا) فى اذاقة النعمة لانها كثيرة متحققة الوقوع ظاهرة عادة مطلوبة بالذات وعبر فى اصبة السيئة (بأن) لانها وان تحقق وقوعها لكن غير مجزوم بها عندهم وقليلة بخلاف اذاقة النعمة ولما ذكر اذاقة النعمة واصابة السيئة أشار الى أنه يقسمها كيف أراد بقوله { للهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ }