خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـٰكِن يُدْخِلُ مَن يَشَآءُ فِي رَحْمَتِهِ وَٱلظَّالِمُونَ مَا لَهُمْ مِّن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ
٨
-الشورى

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَلَوْ شَآءَ اللهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً } قال ابن عباس: على دين واحد دين كفر أو ايمان وقيل: علي دين الاسلام وعن بعضهم ولو شاء جعلهم مؤمنين على القهر كقوله { { ولو شاء ربك لآمن من } الخ { { ولو شئنا لآتينا } الخ بدليل { { أفأنت تكره } الخ بادخال همزة الانكار على الكره بكسر الراء لا على الفعل أي الله وحده القادر على هذا الاكراه أي ولو شاء (مشيئته) حكمته فكلفهم وبنى أمرهم على ما يختارون كما قال* { وَلِكِن يُدْخِلُ مَن يَشَآءُ } ادخاله بأن يوفقه* { فِي رَحْمَتِهِ } أى جنته وقيل الاسلام وهو الموحد الموفي ولو أعيد ضمير { يَشَآءُ } الى { مَن } يصح والمكلف الذي يشاء الادخال والمؤمن العامل ومن أعرض عن الايمان أو العمل وهو لا يشاء ويدل على ارادة المؤمن بذلك مقابلته بقوله* { وَالظَّالِمُونَ } أي الكافرون* { مَا لَهُم مِن وَلِيٍّ } يدفع عنهم العذاب* { وَلاَ نَصِيرٍ } أي مانع من العذاب أي يترك المشركين والمنافقين بلا توفيق وغير العبارة الى ذلك عن قوله (ويدخل من يشاء فى عذابه) مع أنه المطابق لها مبالغة فى الوعيد لان الكلام فى الانذار وليصرح بالظلم الذي هو الموجب للخزي.
قال ابن عبدالحق: وقد علمت ـ رحمك الله ـ ان الناس يوم القيامة صنفان صنف مقرب مصان وآخر مبعد مهان صنف نصبت لهم الاسرة والحجال وجمعت لهم الرغائب والآمال وآخرون أعدت لهم الاراقم والظلال والمقامع والاغلال وضرب الأهوال والأنكال وأنت لا تعلم في أيهما أنت ولا في أي الفريقين كتبت.

نزلوا بمكة فى قبال نوفل ونزلت بالبيداء أبعد منزل
فتقلبوا فرحين تحت ظلالهاوخرجت بالصحراء غير مظلل
وسقوا من الصافى المعتق رية وسقيت دمعة واله متململ

وبكى سفيان الثوري ليلته الى الصباح فقيل له: أبكاؤك هذا على الذنوب فأخذ تبنة من الأرض فقال الذنوب أهون من هذا اني أبكي خوف الخاتمة وقد قيل: (لا تكف دمعك حتى ترى فى المعاد ربك)، وقيل: يا ابن آدم الأقلام عليك تجري وأنت فى غفلة لا تدري، يا ابن آدم دع التنافس فى هذه الدار حتى ترى ما فعلت بك الاقدار وسمع بعض الصالحين منشداً:

يا راهبى حران ما فعلت هند

فبكى الى الصباح فقيل له فقال قلت في نفسي ما فعلت الأقدار فّي وما ذا جرت به عليّ