خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أَمِ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ فَٱللَّهُ هُوَ ٱلْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِـي ٱلْمَوْتَىٰ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
٩
-الشورى

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ أَمِ } منقطعة فيها اضراب انكار كـ (بل والهمزة) والاضراب عن حجة أو مقالة الكفار وقيل للانكار فقط* { اتَّخَذُواْ } أي الكفار* { مِن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ } الأصنام* { فَاللهُ هُوَ الْوَلِيُّ } جواب محذوف أي ان أرادوا أولياء بحق فالله هو الولي بحق الذي تنفع ولايته وقيل لا شك ان قوله { أَمِ اتَّخَذُوا } انكار وتوبيخ لمعنى انه لا ينبغى أن يتخذ من دونه أولياء وحينئذ يترتب عليه قوله تعالى { هُوَ الْوَلِيُّ } من غير تقدير شرط كما يقال لا ينبغى أن يعبد غير الله فالله هو المستحق للعبادة وفيه نظر اذ ليس كل ما فيه معنى الشيء حكمه حكم ذلك الشيء والطبع المستقيم شاهد صدق على صحة قولنا (لا تضرب زيداً فهو أخوك) بالفاء بخلاف (أتضرب زيداً فهو أخوك) استفهام انكاري فانه لا يصح الا بالواو الحالية.
قاله السعد وقال ابن عباس: هو وليك يا محمد وولي من اتبعك وعن بعضهم أم للانتقال والانكار ليسوا أولياء والولي الناصر للمؤمنين والفاء لمجرد العطف.
{ وَهُوَ يُحْيِي الْمَوْتَى } من شأنه احياؤهم وقد أحياء أمواتاً في الدنيا ومحيي الجميع في الآخرة*
{ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } فهو الحقيق بأن يتخذ وليا دون من لا يحيي ميتاً ولا يقدر على شيء هذا وقد قال بعضهم في قوله
{ لتنذر أم القرى } الآية ظاهرها مكة وباطنها القلب { { وَمَن حَوْلَها } الجوارح فانذرهم كي يحفظوا قلوبهم وجوارحهم من لذة المعاصي وتتبع الشهوات { { وتنذر يوم الجمع } أي يوم جمع أهل الأرض على ذكره لجمع أهل السموات { { فريق فى الجنة وفريق فى السعير } فان يغرس الشوك لا يجني عنباً فاصنعوا ما شئتم فان الطريق طريقان فأي طريق وردتم على أهله { { ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة } ظاهرها الكفر وباطنها الحركات العدل وسكناته ولو شاء لجعلهم كلهم في طاعته ويدخل من يشاء في رحمته والظالمون الذين يدعون الحول والقوة ما لهم من ولي ينصرهم ولا نصير يعينهم فى دفع عذاب أو رفع عقاب.