خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي ٱلْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي ٱلْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ
١٨
-الزخرف

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ أَوَ مَن } الهمزة انكار أحقية جعل من هذه صفته ولداً له وللتوبيخ والتعجيب وهي مما بعد واو العطف أو من محذوف والمعطوف محذوف أي ويجعلون أو يجعل*
{ مَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ } ولدا لله وهذا تحقير لشأنه { وَيُنَشَّأ } يتربى (والحلية) الزينة والنعمة من نحو ذهب وفضة وحجر وغير ذلك وذلك هو الأنثى وذلك انها لنقصانها احتاجت أن تزين نفسها فعلى الرجل اجتناب تصنع النساء ويأنف منه ويزين باطنه بالتقى.
وقرأ حمزة والكسائي وحفص بضم الياء وفتح النون وتشديد النون مفتوحة أي يربي أو قرئ (ينشوا) أي يتربى ويناشئ أي يربي كعالاه بمعنى أعلاه ويجوز تقدير ناصب من مادة الاتخاذ بل هو أولى لسبقها ويجوز كون (من) مبتدأ أي (أو من هذه حالته ولده) فحذف الخبر* { وَهُوَ فِي الْخِصَامِ } أي المجادلة وفى مصحف ابن مسعود وهو في الكلام* { غَيْرُ مُبِينٍ } غير مظهر ومقرر لحجته عند الخصام لا يبان له لحجته وهذا نقص آخر وذلك لضعف عقلهن وحالهن.
قال قتادة: (قلما تكلمت امرأة تريد حجتها الا تكلمت بالحجة عليها، وقلما نجد امرأة الا تفسد الكلام وتخلط المعاني)
وقال ابن زيد: المراد بمن { يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ } الأصنام لانها تحلى بالذهب والفضة وغيرهما ولا تعرف الكلام أصلاً وفي الخصام متعلق (بمبين) وتقدم معمول المضاف اليه على المضاف لان الاضافة غير محضة. قاله ابن مالك وقال ابن هشام يعطى الشيء حكم ما أشبهه فى معناه نحو (زيداً غير ضارب) لانه في معنى (انا زيد لا اضرب) ولولا ذلك لم يجز اذ لا يتقدم المضاف وكذا معموله لا تقول (زيداً أول ضارب) ودليل المسألة وهي في الخصام غير مبين الخ.