خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَزُخْرُفاً وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ
٣٥
-الزخرف

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَزُخْرُفاً } أي ذهباً.
قاله ابن عباس وقتادة والسدي وقالت فرقة الزينة من كل شيء كالتزويق والنقش ونحوه مثله
{ { حتى اذا أخذت الأرض زخرفها } سئل ابن هشام ان لولا للامتناع فيلزم أن لا يكون للكفار معارج ولا أبواب لبيوتهم ولا سرر لهم وأجاب بأن المراد معارج من فضة وأبواب منها وسرر منها وقال ان الآية في بيان حقارة الدنيا عند الله والمعنى والله أعلم ولولا كراهة أن يكون الناس أمة واحدة مجتمعة على الكفر لوسعنا الدنيا على الكفار لحقارتها عندنا فجعلنا لهم كذا كذا ولا قدر لها عند الله قال صلى الله عليه وسلم: "لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربة" وروي (جرعة ماء).
وعن ابن مسعود:
"اضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير فأثر في جنبه فلما استيقظ جعلت أمسح عليه وأقول يا رسول الله ألا أذنت لي قبل أن ينال هذا الحصير منك فأبسط عليه شيئاً يقيك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مالي وللدنيا وما للدنيا ومالي ما أنا والدنيا الا كراكب استظل في فيء أو ظل شجرة ثم راح وتركها" .
"ودخل عمر رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجده على سرير أثر فيه شريطه فبكى وقال صلى الله عليه وسلم: ما يبكيك فقال: فكرت فيما فيه قيصر وكسرى من النعم وهما كافران وأنت رسول الله فيما أرى فقال: أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم" .
وروي أن الشريط المذكور من شريط المدينة وان تحته صلى الله عليه وسلم وسادة أديم حشوها ليف وان سرر كسرى وقيصر من الذهب والفضة وانه قال: "يا ابن الخطاب أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة فقال: بلى قال كذلك" .
وعن الحسن وأبي هريرة: "الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر" .
وعن قتادة بن النعمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "اذا أحب الله عبداً حماه من الدنيا كما يظل أحدكم يحمى سقيمه من الماء" .
قال كعب يقول الله "لولا أن أحزن عبدي المؤمن لأعطيت الكافر كذا وكذا قال الراوي قال لجعلت على رأسه غطاء من حديد لا يصدع رأسه" .
وعن ابن المسور بن شداد أحد بني فهر "كنت في الركب الذين وقفوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على السخلة الميتة فقال أترون هذه هانت على أهلها حين ألقوها قالوا من هوانها ألقوها يا رسول الله قال فان الدنيا أهون على الله من هذه على أهلها" { وَإِن كُلُّ } ان مخففة مهملة* { ذَلِكَ لَمَّا } اللام فارقة بين النفي والاثبات وما زائدة* { مَتَاعُ } خبر كل.
وقرأ عاصم وحمزة وقال بعضهم وهشام لما بالتشديد على انها حرف استثناء وان نافية. كما قرئ (وان كل ذلك الا متاع). وكما قرئ (وما كل ذلك الا متاع) وقرأ بعض (ذلك) بكسر اللام جارة لمحل (ما) أي الذي هو متاع الحياة* { الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } يتمتع منها قليلاً وتزول* { وَالأَخِرَةُ } قيل أي الجنة*
{ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ } أي الذين يتقون الشرك والمعاصي والدنيا والآية دليل على أن النعيم نعيم الآخرة وعلى أنه لم يجعل ذلك النعيم الدنيوي للمؤمنين حتى يجتمع الناس على الايمان لقلته وعدم تجرده وفي الاغلب عن الكدورات ولتأديته الى الدخول في الايمان لاجل الدنيا وهو من صفات من يظهر الايمان ويخفي الشرك فالحكمة في جعل الناس فقيراً وغنياً وتغليب الفقر على الغنى فافهم