خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَلَن يَنفَعَكُمُ ٱلْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي ٱلْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ
٣٩
-الزخرف

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَلَن يَنفَعَكُمُ } يا هؤلاء الذين يعشون فاعل ينفع ضمير التمني المدلول عليه بقوله ياليت الخ { الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ } اذ بدل كل من اليوم لان المراد اذا صح عندكم ظلمكم وظهر لكم* { أَنَّكُمْ } بفتح الهمزة على تقدير لام التعليل أى لانكم
{ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ } أنتم والشياطين كما اشتركتم في سببه وهو العصيان واليوم متعلق بينفع على أن النفي منضب على المقيد من أصله وهو النفع لا على القيد وهو اليوم وهو خلاف الغالب أي لا تقع أصلاً أو القيد على انه اذا كان لا ينفع اليوم فلا وقت ينفع فيه ومتعلق بالنفي بانتفاء النفع أي بالنفي أي انتفي النفع اليوم أو بلن لانه بمعنى الانتفاء بناء على جواز التعليق بحرف المعنى وقيل لا وقيل بالجواز ان ناب عن فعل حذف لحرف النداء ولا تكون اذ للتعليل الا ان كسرت همزة ان أو فتحت وجعل مصدر خبرها فاعلاً لينفع لئلا يجتمع تعليلان بلا عطف الا ان جعل الثاني تعليل للاول مع معلله وأنت خبير انه يجوز كون خبر ان في تأويل مصدر فاعلاً لينفع أي لن ينفعكم اشتراككم في العذاب كما ينفع الواقعين في أمر صعب معاونتهم فيه وتحملهم لان لكل منكم ما لا تسعه طاقته ويلهيه عن غيره ولا كما ينفع الواقع في أمر صعب تأسيه بمثله ممن وقع فيه فيستريح بالتأسي لان هذا العذاب لشدته لا يطرقه التأسي وذلك مذهب ابن هشام ويقوي الأول وهو كون الفاعل ضمير التمني.
ولما كان صلى الله عليه وسلم يشتد غاية في دعاء قومه وهم مصرون أنكر عليه بقوله { أَفَأَنتَ تُسْمِعُ }